فن موسيقى الشعر
دكتور صلاح الطاهر ....... مقدمة لابد منها
فن العروض(موسيقى ألشعر) :
يروق لي تسميته موسيقى الشعر فناً لأنه بالفعل فناَ يختلف عن كونهُ علماً فالعلم Science باختصار هو طريقة للبحث والدراسة في طبيعة الأشياء الموجودة في العالم من حولنا، وكيفية عملها وسلوكها ، وذلك لفهمها وتفسير ما نلاحظه فى الكون من حولنا والأستفادة منه والعلم يعتمد على المعلومات الحقيقيّة والمبادئ لصياغة علم مطبّق ومجرّب أى انه علم تطبيقي تجريبي لا يقبل ولا يأتي بغير النتائج المجربة مثل علم الحساب والكيمياء والهندسة والجبر وخلافه ...الخ بمعنى أن جدول الضرب مثلا ليس لحاصل ضرب رقمين إلا نتيجة واحدة لا تحتمل نتائج أخرى أما الفن يحتمل نتائج أخرى وكثيرة ومتجددة وإلا كانت انتهت القصائد وأصبحت جدولا للضرب . فالفنون تحكمها مجموعه من القواعد المرنة إلى حد كبير داخل إطار تتحرك داخلة مابين الصحيح الجميل ومن قبله الأجمل وبعده ما هو جائز وما هو جائز مستقبح وأيضا ما هو قبيح ومن بعده مالا يجوز أي ما هو خاطئ ولا يجوز ارتكابه ويتضح شرح ذلك في كل الفنون شعراً ورسماً وموسيقى والنحت وخلافة ... فإذا تصورنا أننا إذا طلبنا من عشر فنانين رسم زهرة فالكل سيرسم الزهرة وجميعها زهور إلا أن هذه جميلة والثانية أجمل والثالثة أروع والرابعة أبدع من كل ما سبق وكلها زهور... وخلاصة القول أن الفنون ما هي إلا درجات من الاستحسان .
إذن فن العروض :
هو أحد فنون اللغة العربية الكثيرة والذي يختص بمعرفة صحيح الشعر من فاسدة وكان هذا العلم (الفن) يلقن دارساً عن شيح أو عن أستاذ وهو أحد العلوم(الفنون) الصوتية والتي تسمع بالأذن فتفهم أمثال بعض علوم(فنون) العربية الأخرى مثل التجويد وعلم القراءات... وخلافه .وكذلك..علم الموسيقى والتلحين ..فلا يمكنك شراء كتاب في الموسيقى وآلة موسيقية لتعلم الموسيقى . وعلية يعرف علم العروض( فن العروض): علم يميز به بين صحيح الشعر وفاسدة من حيث الوزن ....أو علم يميز به أوزان الشعر العربي وما يلحق بها من زحاف أو علة.
إن طرق تدريس هذا الفن بين الطالب والمدرس فى هذه الأيام يشوبها كثير من الأخطاء حتى وصل حال كتابه الشعر إلى ما هو عليه اليوم من شطط وتردى بعيدا كل البعد عن فن الشعر لاعتمادهم طرق باليه عفا عليها الزمن في تدريس هذه الفنون الصوتية الراقية واضطروا من يكتبون أن يخرجوا علينا بمسميات ما أنزل الله بها من سلطان مثل النثر المشعور والشعر المنثور والشعر المسعور ..وللاشعر يسمونه شعارً..وما إلى ذلك من تفاهاتهم وما يسمى بالقصيدة النثرية دون أدنى اعتبار للأوزان والقوافي والموسيقى وكنتيجة مباشرة بارت وفسدت جودة ألإبداع وكذلك تدنت الأذواق العامة.
هذا العمل وهذه المحاولة وادعو الله التوفيق فيها محاولة جادة للتبسيط الشديد والتوضيح الظاهر للدارسين والشعراء خاصة المبتدئين لما فى كتب العروض من الغاز شديدة وكذلك أمور يصعب فهمها حتى على أولئك الذين قطعوا شوطا فى الكتابة الشعرية والعاملين بالشعر من مؤرخين وأدباء بل وبعض مدرسى هذا الفن . وباعتبار أن الشعر ديوان العرب فهو أحد الأبواب الهامة لفهم التاريخ فهما صحيحاً دون فهم هذا العلم. ولد علم العروض كاملاً متكاملاً دفعة واحدة وقد مَنَّ الله به على متقد الذكاء الخليل بن أحمد الفراهيدى البصري من مدينة البصرة بالعراق. ويقال أنه سمى بالعروض نسبة إلى المكان الذي استلهم الخليل فيه هذا العلم واسمه العروض - ويقال أيضا أنه سمى بالعروض وتعنى في اللغة الجمل الصغير الذي يصعب ترويضه فهو عروض عن الترويض ولكن لابد للعروض الصغير أن يكبر وينتفع به صاحبه ويجلب عليه الخير الكثير.
يعتمد العروض عند وزن الكلمات لحركات الضبط للحروف (تشكيل الحروف) داخل الكلمات على ما يسمى بالحركة والسكون فالحروف إما ساكنة أى عليها سكون أو متحركة أى عليها أى تشكيله أخرى غير السكون (فتحة – ضمة – كسرة ) علاوة عل احتساب المشدد والمنون كما يلي, ولكن كلمة حركة وسكون اشتقت من حركة سير الجمل عن السير بركوب صاحبه عليه. فعندنا يبدأ الجمل في السير والحركة للإمام يتحرك جسم راكبه للخلف قليلا ثم يسكن ويعود للحركة للإمام مرة أخرى ثم يسكن وهكذا بين حركة وسكون.
1- إن علم العروض (فن موسيقى الشعر) تكتنفه الكثير من الصعوبات يمكن تقسيمها إلى الأتي :
2- صعوبات خاصة بعلم العروض ذاته وكُتبه:
* إن معظم مسميات العلل والزحافات أسماء اعتباطية ليس لها معنى دال على ما تقوم به من اثر بالتفعيلة بل ونفس الاثر فى تفعيلتين باسمين مختلفين لذا تنسى دائما وتتداخل, سيتم التعرف عليها وفهم حالاتها وسيستغنى عن معظم أسمائها فى الشروح للتسهيل فالأمور بمبانيها وليست بمعانيها .
* كل الأمثلة المستخدمة فى الكتب شعرا قديماً جدا يصل إلى حد عدم فهم معنى البيت فهل سيفهم تقطيعه الشعري وموسيقاه للدارس البادئ , ربما لا يتمكن الدارس من قراءته قراءه صحيحة , لذا وجب التجديد بأمثلة لمعاصرين من الشعراء فلكل عصرٍ روحه وألفاظه و إنسجامية موسيقية خاصة به وكذلك ألاتكاء على المورث الأدبى الديني والشعبي الصوتي والغنائي لجزء السماعي لرفع مستوى رهافة الأذن لدى الدارس والشعراء .
* الكثير من تفعيلات البحور عندما يحدث بها علة أو زحاف تتغير جزئيا , فيجب الحفاظ على ما تبقى من التفعيلة لتدل على أصلها دون التعبير عن هذا الجزء بتفعيلة أخرى جديدة ومن بحر أخر, مما يزيد من حنق الدارس لصعوبة المهمة فيترك العلم والتعلم فمثلا من بحر الوافر... ( مفاعلتن .مفاعلتن مفاعل )يجعلها (مفاعلتن مفاعلتن فعولن ) نعم هى تساويها وزنا .. لكن لماذا هذا التخبط والخلط بين تفعيلتين من بحرين مختلفين ؟؟ والدارس لم يستوعب الأمر بعد ..؟ وما هى المشكلة فى أن تكون ما يتبقى من التفعيلة جزء منها دال على تفعيلته ألأصلية (مفاعلتن مفاعلتن مفاعل ). وقس على ذلك باقي البحور لذا سيرجع الأمر إلى أصلة فى كل التفعيلات وكل البحور.
* هذا العلم (الفن ) يعتبر أحد العلوم الصوتية والتى تدرس بالتلقين عن أستاذ أى صوتيا فى وقت عز وجود الأستاذ وعز الطريق بينهم لذا توجب عمل أسطوانة مدمجة بالأمثلة التوضيحية شرحا صوتيا لتسهيل التعلم بالأستاذ البديل (الكومبيوتر) , فالأمر لا يعدو كونه صوتياً سماعياً فى مقامهِ الأول .
* وضع أمثلة عصرية من الموروث الأدبى الديني والشعبي الصوتي الغنائي فصحى وعاميه ومن الأجناس ألأدبية الغنائية المختلفة والتعرف عليها بين عموم الدارسين والشعراء للتقريب بين الدارس وبين العلم .
3- صعوبات خاصة بمن يدرِّسون هذا الفن من الأساتذة :
* بالطبع من يدرِّسون هذا الفن من ألأفاضل وهم غالبا يصيبهم الجمود فى الشروح والالتزام الشديد بالأمثلة الموجودة بالكتب والأثقال على الدارس بأسماء كثيرة ليس لها معنى وكلما أثقل عليه وتقعر أصبح شيخا وأستاذا فى علمه ولا يهتم بفهم الدارس ما سبق لينتقل إلى التالي
* لا يجيدون التجديد بأمثلة حديثة تتماشى مع فهم الدارس فى هذه الأيام خاصة من التراث الديني الأدبى والتراث والشعبي الغنائي والموروث الثقافي إذ انه يحفظ أمثلة ربما من ألف عام أو يزيد , إذ أنهم يتحدثون بالعامية و يتغنون بها ولا يعترفون بها شعرا وفناَ ألا قليلا منهم .
صعوبات خاصة بالدارس نفسه أو الشعراء:
* غالبا يخوض غمار الشعر فى كتابة أولى أشعاره فى سن مبكرة أىَّ إن كان سنه , وبالطبع تكون تجاربه متواضعة فنيا طبقا للقواعد وليس فى ذلك حرج ولم يجد من يوجهه فى بداياته وهذا له عذره وربما يلحق بالركب ,....وإلا فلا .
* المدَّعُون للأدب أيضا منهم من حاول فهم موسيقى الشعر بالقراءة فى هذه الكتب الجامدة واستصعبه ووجد نفسه فريسة جهله ولم يصادف من يعلمه ويسهل المهمة له واستمرئ حاله . بل ومنهم من يكتب وربما صحيح ما كتبه وليست لديه ثقافة أدبية تكفيه فقط للتعرف على جنس ما كتب هل هو زجل أم مسحراتي أم ملاحم وسير أم مونولوج أم دويتو أم دوبيت ولا حتى يعرف ما هو الصحيح السالم التام من المعتل والجزوء والمنهوك والمشطور أو التدوير .....وخلافه.
* يوجد صنف ممن يدِّعُون كتابة الشعر لسنوات طويلة ولهم من الدواوين المطبوعة العديد وتكتنف هذه الدواوين الأخطاء الكثيرة والكثيرة وربما لا ترقى أصلا إلى الشعر , ولكنه وجد نفسه هكذا أكبر من أن يجلس ربما لأصغر منه للتعلم , وذلك لغضاضة فى نفسه أو كبراً , فتيبست مفاصله ألأدبية وتكلست رافضا أن يجلس مع صغار السن وهو كبير سنا للتعلم وهو الذى يسدى لهم النصائح التافهة على طريقة طب الدجالين والتي لا تسمن ولا تغنى من جوع كقوله (يلزمك تقرا كتير.. كتير قوى...أحفظ شعر وأنساه .) أو عند سماعة جملة من مبتدئ فيقول (الحته دى فيها حاجة كدا مش مظبوطة كداا..بسى عايزة تتغير ..) ليس إلا !! , أذن ما هو الخطأ..؟ ولماذا وقع ..؟ وكيف حدث ..؟ وكيف يمكن تصحيحه ..؟ والى أين انتقل الدارس..؟ وإلى أى البحور تنتمي..؟ وما هى جوازات هذه التفعيلة..؟ أسئلة لا يجيب عليها الدجالون والمتأدبون وإنما يجيب عليها المختصون من النقاد والشعراء الكبار والأساتذة .
سؤل الخليل : هل للعروض من أصل ... ؟
أجاب نعم. عندما مررت بالمدينة حاجاً رأيت شيخاً يعلم غلاماً يقول له قل نعم لا - نعم لا لا - نعم لا - نعم لا لا - فسألت الشيخ ماذا تعلم الغلام قال علم عن السلف يسمى علم التنعيم من كلمة نعم فرجعت بعد الحج فأحكمتها كاملة خوفا من أن يسبقني إليه أحد.
أحب أن أذكر أن الشعر فطره وسليقة وجبله. وليس كل خبيراً بعلم العروض شاعر مرهف الحس, وكذلك ليس كل شاعراً خبيراً بعلم العروض. ولا يشترط إن صح شعره ولكنه على الأقل سيكون ناظماً سليماً عروضياً - أما الدارسين بالمدارس والمعاهد والشعراء المبتدأين وكذلك المتمرسين دون علم بالعروض لابد من دراسته لمعرفة ما هو السليم والصحيح والمصمت وكذلك معرفة ما يجوز ولا يجوز وما هو صحيح وما هو أصح وكذلك ما يستحب فعله. الأذن الموسيقية للشاعر مهما بلغت من الدقة والرهافة مبلغاً فإنه يفوتها التميز بين الأوزان المتشابهة وبين زحاف جائز وأخر ممنوع وبين عله لازمة وغير لازمة وسيأتي شرح معنى زحاف وعله وغير ذلك في حينه .
ماذا كان يفعل الشعراء قبل الخليل لينظموا الشعر ... ؟
اللهجة الفصحى في المجتمعات القديمة كانت لهجة اللغة اليومية المجتمعية فكانت أرض الشعر خصبة جداً لممارسته ومع ذلك كانوا الشعراء في حاجة لتنظيم ما هو جائز وما هو ممنوع وما هو واجب وما هو مكروه وضعاً في الجملة بشكل مقنن يمكن الرجوع إليه عن الاختلاف ليحتكموا إليه بعيداً عن الذوق الشخصي لأن الأذواق والأهواء مختلفة من شخص إلى أخر فلا يمكن الاحتكام إليها كأداة عادلة حاكمة فهي متغيرة باستمرار من وقت إلى أخر.
أما الآن وقد تحورت اللهجة المجتمعية واليومية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من الألفاظ والتعبيرات الغير دالة على مؤداها مثل ما هو شائع بين الشباب من ألفاظ وكذلك اللكنات الدارجة بين القرى المختلفة في الإقليم الواحد فضلا على ما بين الأقاليم . إذن ما أحوجنا اليوم للعروض وقواعده أكثر مما هو في الماضي.
ألشعراء الأقدمون قبل الخليل كانوا عندما يريدون النظم من نهج معين وكانوا لا يعرفون البحور عندها أى من وزن معين يأتون ببيت ولو كان غير ذي معنى يضعونه على رأس ما يريدون نظمه بعد تكراره عدة مرات - أو - بيت من الشعر لأحد الشعراء ويكرره حتى يتسنى النظم والجريان عليه ويأخذ يكرر البيت بعد عدة أبيات من نظمه حتى لا ينزلق في وزن أخر مشابه ويسمى هذا البيت (بالمتر) أى ما يجرى القياس عليه وفى أحيان أخرى يضع بيت ويأخذ يتغنى به حتى يسهل الجريان عليه لباقي القصيدة.
ماذا إذا احتدم نزاع أدبي بين اثنين فيما هو جائز عروضاً وما هو ليس بجائز ..؟
لفض نزاع بين متخاصمين عروضاً لما هو جائز وما هو غير جائز لابد وأن يكون هناك دستوراً يتم الرجوع إليه وليس للأذواق الشخصية فهى أداة مختلفة من شخص لأخر أما دستور العروض فهو ميزان وحدود يجب على الجميع الالتزام بها لمعرفة الصحيح من الفاسد.
ما هي فوائد علم العروض في نقاط ... ؟
أ- معرفة صحيح الشعر من فاسده.
ب- عدم الخلط بين البحور العروضية المتشابهة وموسيقاها ويقع فى ذلك كباراً وصغاراً.
ج- فض الاشتباكات بين المتخاصمين عروضياً.
د- تعلم كثيراً من علوم اللغة العربية فى أبيات شعرية (النحو-الصرف-العروض-التجويد).
هـ- إظهار المواهب الشعرية الحقيقية والتعرف عليها.
و- رفع الحس الذوقي ورهافة الأذن موسيقياً ومحاولة إصلاح ما فسد من ذوق المجتمع.
ز- قراءة النصوص الشعرية بطريقة صحيحة لا لبس فيها.
ح- معرفة تاريخ الأمم لأن الشعر ديوان العرب يسجلون فيه تاريخهم وهو باب يعتمد عليه المؤرخين للتاريخ.
إعلم جيداً :
المرء عدواً لما جهل. واعلم أن هذا العلم كان يتوارثه الأبناء عن الآباء والشيوخ تلقيناً وكان حكراً آن ذاك على طائفة من الناس وعائلات لذاتها ليكونوا هم أهل البيان والفصاحة دون غيرهم. واعلم أن من درسوا هذا العلم ولم يفهموه وكذلك من كتبوا الشعر ولم يعرفوه إذا ما فوتحوا فيه فإنهم يقتضبوا الإجابة عنه أو يغيروا الموضوع أو اتخذوا سبيلاً للتهكم والاستهانة عليه بهذا العلم . فالمرء عدواً لما يجهل ثم يصطدموا بالشعراء الحقيقيين والنقاد فضلا على الجمهور الواعي إما أن يعزفون عن كتابة ألشعر أو سرعان ما يرجعون لدراسته إن كانوا شعراء لديهم بذرة الشعر الحقيقية .واعلم أيضاً كما قولنا أن الشعر فطره وسليقة بالإضافة للتدريب والممارسة وكذلك قواعد العلم فإنه تنبع شعراً صحيحاً جميلاً كاملاً.واعلم كذلك أن هذا العلم تكثر مصطلحاته كثرة بالغة منها ما هو متشابه في موطن حدوثها ومختلف في اسمها ومدلولها ولا يعبر الاسم عن ما يقوم به من فعل باللفظة. وغالباً أن هذه المصطلحات والمسميات ليس لها معنى ومنها ما له معنى أو بنيت على الاعتباط خاصة أسماء الزحاف والعلل ولكن هي هكذا تأخذ مثل - ألخبن والطى والوقص والتشعيث والتذييل والترفيل وخلافه ... الخ.
المصطلحات العروضية :
* الحروف تؤلف الكلمات والكلمات والألفاظ تكون الجمل فتكون الشطرات والأبيات أذن.
* البيت الشعري : هو السطر الواحد شعراً وسمى بيتاً نسبة للخيمة العربية ويتكون من شطرين الشطر الأول ويسمى صدراً والشطر الثاني يسمى عجُزاً.ألحروف تكون الكلمات والكلمات تكون ألشطرات ووكل شطرتين تكون البيت الشعري . وكل شطر يتكون من أربعة تفعيلات وتفعيلة نهاية الشطر الأول تسمى تفعيلة ألعروضة أما تفعيلة نهاية الشطر الثاني تسمى تفعيلة الضرب كما يتضح بالشكل التالي(1).
📷
شكل تخطيطى لمكونات البيت الشعرى (1)
كذلك توجد بعض المصطلحات والمسميات التي يجب أن نعرف معناها ومن أين أتت كلها اتخذت من الخيمة العربية وملحقاتها. فالخيمة العربية هي ألبيت الشعري. والخيمة تشد بحبل(سبب) والحبل يربط في وتد وكذلك الخيمة يوجد بها فاصل عرضي يقسمها إلى جزأين عرضا حتى لا يرى الضيف أهل البيت من الداخل (الفاصلة الكبرى ) والجزء الداخلي من الخيمة يقسم إلى غرف بفواصل صغرى ( الفاصلة الصغرى ) ويتم احتساب كل الحروف مابين متحرك وساكن .
* ألحرف المتحرك هو الحرف الذي علية تشكيلة فتحة أو ضمة أو كسرة ويرمز له بالرمز ( / )
* ألحرف الساكن هو الحرف الذي يكون علية سكون ويرمز له بالرمز( 5 ) والألف ساكنة دائما.
* ألحرف المشدد يحسب بحرفين أولهم ساكن والثاني متحرك( 5/ )
* والحرف المنون يحسب بحرفين عكس المشدد متحرك وساكن ( /5 ).....شكل (2)
📷 شكل تخطيطى لمكونات الكلمة وأسمائها وشكلها العروضى(2)
القاعدة الذهبية في طريقة إحتساب حروف الكلمات عند التقطيع الشعري :
((ما ينطق يُحسب وإن لم يُكتب. ومالا يُنطق لا يُحسب وان كُتب))
(())(())(())(())(())(()(())(())(())(())(())(())(())(())(())(())(())(())(())(()(())(())(())(())(())(())(())(())(())(())(())(()))(())(())(())(())(())(())(())(())(())
إليك جملة تحتوى على كل مفردات التقطيع الشعري:
لـَــمْ أرَ عـَلـَـى ظـَهْـــرِ جـَـبــَــلٍ سـَــمَــكـَـــةً .............بالخط الكتابي
لـَــمْ أرَ عـَلـَـى ظـَهْـــرِ جـَـبــَــلِن سـَــمَــكـَـــتنً ....بالتعويض عن المشدد والمنون
/5 // //5 /5/ ///5 ////5 ... بالخط العروضي
لـَــمْ = سبب خفيف /5 . أرَ =مجزومة بحذف حرف العلة الياء سبب ثقيل //
عـَلـَـى وتد مجموع //5 . ظـَهْـــرِ =وتد مفروق /5/
جـَـبــَــلِن = فاصلة صغرى ///5 . سـَــمَــكـَـــتنً + فاصلة كبرى ////5
أمثلة للتطبيق على ما سبق :
يقول قيس بن الملوح ... مثال من بحر الوافر
وقالوا لو تشاء سلوت عنها *** فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ
وقا لوا لو تشاء سلو ت عنها *** فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاءُ
//5 /5/5 //5////5 //5/5 *** //5////5 //5 /5/5 //5/5
مفاعلـْــتُـن مفاعلَـتُن مفاعل *** مفاعلَـتُن مفاعلـْــتُـن مفاعل
قطع الابيات الاتية ؟
وكيف وحبُّها عَلــِقٌ بقـــــلْبي ***كما عَلـــِقَتْ بِأرشِيَةٍ دِلاءُ
لها حب تنشأ في فــــــــؤادي *** فليس له وإنْ زُجِرَ إنِتهاءُ
وعاذلة تقطــــعني مـــلامــــــاً ***وفي زجر العواذل لي بــــلاء
يقول الشاعر الزجال محمد عثمان خليفة(ابن الليل) من ديوان ازجال ابن الليل 1935
لازم انافـــق ياســـــــــادة واعـــــــمل عشانكم لعــوق
/5/5//5 /5//5/5 /5/5//5 /5//5/5
مستفعلن فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
دا كان وجودكم سعادة مش كان وجودكم خازوق
الحالــــة زادت زيـــــــادة قــرّبنـا منـــــــــــــــكم نفــــوق
أصبحنا عسكر بــِـــيادة بـــــعد الركـــــــوب والإدارة
--------------------------
أنشرْتَ عيْب الناس في غـَفـَلاتهم !؟
هل كنتَ فى هذا الوجُودِ مَلاكا !؟
أمسيتَ في ستر الكريم وفضْلِهِ
لكنَّ مَنْ سَتَرَ الْعُــيُــوبَ يَرَاكــَا
يقول ابن تيمية رحمه الله
تركتُ لرحمةِ الرّحمنِ نَفسي *** فَما لي دُونَ رَحمتِهِ رَجاء
فإن يعفو بفَضلِ مِنهُ أَنجو *** وإلاّ فالحِسابُ هُوَ الشَّقاء
إلهي والحَياءُ يذُيبُ نَفسِي *** إذا أدعُوكَ ذَوَّبني الحَياء
انا الإنسانُ في ظُلمي وَعَجزي *** وأنتَ اللهُ تَفعلُ ما تَشاء
قَطـِّع الأبيات السابقة ؟
للتسهيل يمكن تقسيم المصطلحات إلى ثلاثة أقسام :-
1- مصطلحات عاجلة لابد من معرفتها حالاً قبل الدراسة .
2- مصطلحات مؤجلة لحين مصادفتها في الأبيات عن مواضعها.
3- مصطلحات جديدة يراد تسميتها طبقا لما استجد فى ألشعر منذ سنة 1800م إلى اليوم
وهذا هو الهدف من هذه الدراسة ووضع هذا الكتاب لرصد الجديد فى موسيقى الشعر .
المصطلحات العاجلة :
لكل علم ولكل فن بل ولكل مهنة مجموعة من الاصطلاحات التي يتعامل بها أبناء هذا الفن
وفن الشعر له اصطلاحاته والتي يجب على المتعاملين فيه أن يعرفوها ليسهلوا التعامل فيه وتسمى الأشياء بمسمياتها الصحيحة فيسهل الفهم ويحل ألأدب بمفاهيمة الصحيحة بين الأدباء عوضا عن الركاكة و التفاهات المختلف عليها بين غير المـتأدبين من الذين يتعاطون ألأدب من الأرصفة وسلة المهملات .
* البيت التام : هو البيت الذي تأتى عدد تفاعيله تامة كما ورد في بحره حتى لو أصابه علة أو زحاف بضربه أو عروضه.
* البيت المجزوء : هو البيت الذي ينقص تفعيله أخيره من كل شطره (أى العروضة والضرب) وتحل محلهما التفعيلتين التي قبلهما ويسمى مجزوء (أى قطع منه جزء من تفاعيله).
* المشطور : هى إنقاص شطراً كاملاً من البيت واعتبار الشطر الثاني بيتاً كاملاً.
* المنهوك : هى إسقاط ثلثي البيت واعتبار الثلث الباقي بيتاً كاملاً.
* ألعروضة : هى التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول (الصدر)
* الضرب : هى التفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني (عجزاً).
* الحشو : هى تفعيلات البيت كليهما عدا تفعيلتى ألعروضة والضرب.
* المدمج : هو امتداد تفعيله العروض من الصدر إلى أول العجز ويسمى المتداخل ويحدث فى البحور كلها وخاصة المجزءات
الزحاف :
هو حدوث تغير بثواني الأسباب (الحرف الثاني من السبب) ويحدث فى البيت كله إن حدث ولا يستحب بالسالم أفضل ولكنه عارض موضعي وغير ملزم. وقد يحدث الزحاف مفرداً أى يحدث في التفعيلة تغير واحد وقد يكون مركباً أى أنه يؤدى إلى تغيرين في التفعيلة الواحدة.
خلاصة القول أن الزحافات وهى غير ملزمة تأتى وقت ما تأتى وتختفي فهى إن ظهرت لا تلزم . فالزحافات حالات منسجمة موسيقية من التفعيلة الأصلية ولكن انسجاما بدرجة موسيقية صوتية اقل من ألتفعيلة ألأصلية والتي تحمل كماً موسيقيا تاما واضحا كما هو ساكن بالوجدان العربي منذ ألاف السنين وهو يعبر عن إنسجامية المزاج العربي موسيقيا لذا نقبل ونتقبل بعض العزف الموسيقى ونرفض النشاز منه والموسيقى الغريبة والتي لا توائم العقل الجمعي العربي ربما تناسب مجتمعات أخرى ولكن بعضها بالنسبة لنا نشازا لا يقبله العقل العربي .
مثال للمفرد:
الخبن - هو حذف الثاني الساكن من السبب الأول من مستفعلن /5/5//5 لتنتقل إلى //5//5 = متفعلن مفرداً.
الطى - هو حذف الرابع الساكن من السبب الثاني /5///5 = مستعلن مفرداً.
مثال المركب
إذا حدث الاثنين معاً فى تفعيله واحدة يسمى (الخبل).
الخبل - (خبن + طي) :- /5/5//5 فتتحول من مستفعلن إلى ////5 متعلن وعندها تظهر الفاصلة الكبرى
وهناك مواضع كثيرة يحدث فيها المفرد والمركب تتعرض لها في حينه.
العلة :
هى حدوث تغير في تفعيلة ألعروضة أو الضرب بزيادة أو بنقصان وهى تلتزم في كل الأبيات باستثناء ألتشعيث( حذف أول أو ثاني الوتد المجموع ) لأن ألتشعيث يجرى مجرى الزحاف على العروض والضرب وتنقسم إلى :.
1- علل الزيادة :
*التزييل :هو زيادة حرف ساكن على ما آخرة وتد مجموع مثل مستفعلن تنتقل مستفعلات و متفاعلن متفاعلات و فاعلن فاعلات.
*الترفيل : زيادة حرفين على ما آخرة وتد مجموع مثل مستفعلن تنتقل مستفعلاتن و متفاعلن متفاعلاتن و فاعلن فاعلاتن.
*التسبيغ : زيادة حرف ساكن على ما أخره سبب خفيف فاعلاتن تنتقل إلى فاعلاتان
2- علل النقص :
مثل الحذف – الحذذ- القطف- القصر- القطع – ألتشعيث –الصلم والكسف والوقف وسنتعرض له فى حينه.
* البيت السالم : هو البيت الذي يسلم من زحاف
* البيت الصحيح : هو البيت الذي يخلو من العلل
* البيت الصحيح السالم : هو البيت الذي يسلم من زحاف و يخلو من العلل
* البيت المصمت : هو ما خالفت عروضه ضربه في الروي
* القافية : هى أخر ساكنين وما بينهما والمتحرك الذي قبل الساكن الأول
* الروي : هو الحرف الذي يبنى عليه القصيدة وتسمى به
* التصريع : هو ما وافقت عروضه ضربة في الروي.
الخزم :هو كتابة حرف إلى أربعة بين قوسين في أول البيت لتوضيح المعنى ولكنه لا يحسب وزناً.
وأيضا من الممكن جدا حذف حرف من كلمة أو أكثر فى أى موضع فى البيت لتوافق الوزن ولا تخل بمعنى الكلمة على أن تفهم من السياق العام للبيت .
يقول الزجال محمد عثمان خليفة وشهرته إبن الليل سنة 1935 فى ديوان أزجال ابن الليل الجزء ألأول من قصيدة شكر على واجب يقول .
قلت اجرب نفسى فى فن الشحاتة *** قام قابلنى اتنين وجاه ماسكين (كاساتا)
/5//5/5 /5//5/5 /5//5/5 /5//5/5 /5//5/5 /5//5/5
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
قلت: فيش لله يافندى *** قال: على الله . قلت : دهدى
طب ماتيجوا نشحتوا إحنا التلاتة ** قالوا أما أمور بوارد . دى تباته
ياسلااااااام
كلمة (كاساتا ) يقصد كاسكتة وحذف منها بعض الحروف وفهمت من السياق وكلمة (فيش) أصلها مفيش وحذفت الميم وفهمت من السياق وهذا ضمن ألأجازات الشعرية وضروراتها .
كيفية التعامل مع الحروف داخل الكلمات وكيفية تشكيلها ... ؟
ما معنى كلمة تقطيع شعري -وما هى خطواته التقطيع بالتفصيل للتعرف على البحور ... ؟
تعنى كلمة تقطيع هى وزن كلمات البيت بما يقابلها من تفعيلات لمعرفة البحر المنسوب إليه خطوات عملية التقطيع ألشعري :-
1) كتابة البيت الشعري المراد تقطيعه بعد تشكيله نحوياً بشكل سليم وبيان المشدد والمنون.
2) كتابة البيت مرة أخرى بالخط العروضي - (وهى كتابة ما يلقط من البيت مع فك المشدد والنون بحرفين حسب موقعه وتشكيلهم أيضاً وإهمال ملا ينطق وكتابة ما يلفظ حتى ولو لم يكن موجوداً في البيت أصلاً(ألقاعدة الذهبية)- فإذا كان منوناً يكتب الحرف ويلحق بها نون ساكنه أخره - وإذا كان مشدداً يكتب مرتين باعتبار أن الأول منهم ساكن والثاني متحرك.
3) ضع تحت كل حرف متحرك خطاً مائلاً صغيراً وتحت كل حرف ساكن دائرة صغيرة (سكون) هنا يكون قد حولت البيت لخط عروضي والخط العروضي إلى رمز عروضي.
4) استخدام قانون قابلية القسمة وقانون التناظر.
*عليك بالنظر إلى المقاطع الرمزية التي تألفت وعليك تحديد المقاطع المتناظرة حتى وإن كان بها اختلاف بسيط هذا وألا يتم مراجعة التعويض الرمزي مرة أخرى ربما هناك خطأ بين ما هو ملفوظ أو ما هو مكتوب.
* استخدام قانون القسمة للمقاطع فإذا كان البيت يبدأ بوتد أصلى وليس منقلباً عن زحاف أو غيره قسم إلى 3 أو أربع مقطع - أما إذا بدأ البيت بسبب خفيف يكون التقسيم إلى 4 أولا أو 3.
5) استبدال المقاطع الرمزية إلى تفاعيل لفظية عروضية من الأصول والفروع .
6) بعد الاستبدال اختبر (اختبر الوزن مع الكلمة داخل البيت) بالتكرار للكلمة والوزن مرات ومرات فإن كانت التفعيلات سالمة وصحيحة يمكن التعرف على البحر مباشرةً.
7) إذا اختلفت التفعيلة جزئياً إذن لابد وأن يكون بها زحاف أو علة تابعة للبحر الذي أصبحت التفعيلات منه.
مثال1 يقول إبراهيم ناجى من قصيدة الأطلال
يافؤادى لا تسل أين الهوى *** كان صرحا من خيالٍ فهوى
يافؤادى لا تسل أي ن الهوى *** كان صرحا من خيالن فهوى
/5//5/5 /5//5/5 /5//5 *** /5//5/5 /5//5/5 /5//5
إسقنى واشرب على أطلالهِ *** وارو عنى طالما الدمع روى
----------------------
مثال2 يقول يونس القاضي بداية القرن1900
(بلادي بلادى بلادى)*** لكي حبي وفؤادي
مصر يا أم البـــــــلاد*** أنت غايتي والمراد
وعلى كل العــــــــــباد*** كم لنيلك من آيادى
بحور ألشعر الموسيقية والجديد فيها
بحور الشعر ويقصد بها تلك المناطق الموسيقية المتعارف عليها في تاريخ العرب والتي استقرت في وجدانهم .جاء الخليل وهو النحوى الكبير وأستاذ سيبويه شيخ النحاة بهذه القواعد حيث جمع إشعار العرب وصنفهم فوجدهم خمسة عشر شكلا موسيقيا ولكل شكل موسيقى حالات خاصة به وتتْبعه وتنسجم مع الصوت الصادر عنه ولو بدرجه اقل ومقبولة, ورفض الغير مقبول من هذا التصنيف. وكذلك أضفى عليها أسمائها وعللها وزحافاتها واستقرت هذه القواعد .
ولقد استدرك ألأخفش ألأوسط ببحر المتدارك وزادة على الخليل هذا ولا يمكن أن نغلق عقولنا على ما أتى به الخليل والأخفش فاللغة حية والمزاج الموسيقى يتغير جزئيا بتغير الزمن , ولنا أن نأتي بجديد وهذا التغير يتضح لمتتبعي التراث الأدبى من عصر إلى أخر لتجد أن شعر العصر الجاهلى يتميز كذلك بمزاج موسيقى يدور حول البحور المختلفة التفعيلة والتى قلت الكتابة منها في هذه ألأيام فى عصرنا هذا (عصر النت والثورة المعلوماتية) فى بداية ألألفية الثالثة . وكذلك فان المزاج الأدبى فى العصر الأموي والعباسي كان له مزاجا موسيقيا مختلفا جزئيا عن ما قبلة مرتبطا ذلك بالحالة ألاقتصادية من رفاهية أو أزمات أو حروب وخلافة فتصبغ ألأشعار بصبغة عصرها لفظا وموسيقى . وكذلك شعراء المهجر مثلا كانوا منسجمين موسيقيا بطريقة تتناسب مع موسيقى بعض هذه البحور الشعرية ولا ننسى عصر الأندلس وما حدث به من تجديد موسيقى لأشكال استحدثت مثل الموشحات وطريقة التقسيم الموسيقى الداخلي لها وكذلك التغيير الكلى لبناء هذه الموشحات موسيقيا .
وخلاصة القول : إن تعدد مصادر الموسيقى بالقصيدة تأتى من مصادر مختلفة ترجوا تفهمها وتفهم ماهية هذه الموسيقى وهى :
· موسيقى الحرف :
الحروف تخرج من مخارج متعددة منها ألشفه وطرف اللسان ووسط اللسان ونهاية اللسان أى الحلق وبناء على المخرج وطبيعة مسمى الحرف ونطقه تنتج موسيقى صوتية تصدر لنطقنا هذا الحرف. والحروف حين ننطقها فى الحقيقة ننطق حرفين أو ثلاثة وليست حرفا واحدا فحينما ننطق حرف ( م ) نجد أنفسنا ننطق ميم أى ثلاثة حروف ( م ى م )علك تلاحظ أيضا انه توجد إنسجامية شكلية فى النطق وتعلو موسيقى هذا الحرف بسبب حرف (ى) عن يمينه (م )وعن يساره (م)أخرى فى شكل متناسق صوتيا وشكليا ويختلف ذلك عن حرف أخر مثل ( ش ) والذي ينطق أيضا شين أى ثلاثة حروف مختلفة فى طبيعته (ش ى ن ) وليست فيهم إنسجامية حرف (م ) الصوتية ولا الشكلية وهذه القضية لا تفهم بالقراءة إنما لابد من سماعها صوتا فالموسيقى والحديث فيها لابد من سماعها ببساطة لأنها ضمن العلوم الصوتية كما ذكرنا سابقا.
· موسيقى الكلمة :
الكلمة تتكون من حروف وذكرنا أن الحرف له موسيقى وطبيعة كما سبق وتتجاور الحروف داخل الكلمات لتختلط موسيقى الحروف نتيجة تجاورها بطرق صوتية مختلفة لتنتج صوتا موسيقيا مختلفا يختلف فى درجة تزوقنا للكلمة حسب ثقافاتنا وحسب سياقها فى الجملة فعندما نذكر أن بدائل لكلمة واحدة بدرجاتها مثلا ( حب – وجد – هيام - شوق- غرام -وله - ...الخ .) ربما كلمتين مما سبق أو أكثر تتوافق وزنا ولكنك تميل إلى استخدام هذه وترفض ألأخرى ما السبب ؟ إلا أنها تصدر صوتا ارق وأعذب من ألأخرى. نخلص أن للكلمة موسيقى تنتج من دمج موسيقى الحروف المتجاورة مثل أنواع وأشكال الكوكتيل فى مشروبات الفواكه لتستسيغ منها ما يتوافق مع درجة استساغتك لها.
· موسيقى التفعيلة:
التفعيلة الواحدة من موسيقى الشعر ربما تتألف من بضع كلمة أو كلمة أو كلمة وبضع كلمة أو أكثر فمثلا تفعيلة مستفعلن /5/5//5= من ذا الذي ..وهنا تكونت من ثلاثة كلمات أى أن التفعيلة هنا تكونت نتيجة اندماج ثلاث كلمات لتنتج طرقة موسيقية رائعة الجمال مكونة من سببين ووتد .
· موسيقى الشطر الشعري:
ألشطر ألشعري يتكون من عدد من التفعيلات ربما تفعيلتين إلى أربعة أو أكثر من ذلك أو أقل فى السطر الشعري فى شعر التفعيلة وبناء على هذا ألاندماج بينهما تنتج طرقة موسيقية طويلة تصل إلى مازورة موسيقية بنصف بيت فى شكل تكراري لطيف يحاكى الوجدان ويؤثر فيه تأثيرا يبدأ من الحزن أو الشجن مرورا بالفرح والسعادة ووصولا إلى السلطنة والتطريب .
· وأخيرا موسيقى البيت الشعري:
والتى تجمعه جميع كل ما سبق طبقا لبحر موسيقى معين لتصل إلى حالة وجدانية إنسجامية تحاكى ما ستقر فى وجدانك من تراث سواء بشكل مباشر طبقا لثقافتك و طبقا لجيناتك الوراثية العربية بشكل غير مباشر .
بحور موسيقى الشعر وتنقسم إلى قسمين رئيسين هما :
1- بحور متشابهة التفعيلة :
وعددها سبعة ومنها بعض البحور التي تعتبر على درجة قرابة عالية ومنها ماهر متباعد تباعد تام يصل إلى درجة التباعد العكسي وكل تفعيلة لها صور خاصة به ومكوناتها فى ألشطرة الواحدة وجميعها تستخدم فى الشعر الفصيح والعامي بكثافة عالية جدا كما يلي :
البحور متشابهة التفعيلة وتكرارها أربع مرات للشطر الواحد
اسم البحر
مكوناته
اسم البحر
مكوناته
درجة
قرابة
واحدة
الكامل . مُـتـَفـَاعــِلن ///5//5
فاصلة ووتد
درجة
قرابة
واحدة
الوافــــر. مفاعلــَــتــُن //5///5
وتد وفاصلة
الرجز . مُستفعلن /5/5//5
سببين ووتد
الهزج . مفاعيـــْــْلـــُنْ //5/5/5
وتد وسببين
المتقارب .فعولن
//5/5
وتد وسبب
المتدارك فاعلن
/5//5
سبب ووتد
الرمل . فاعلاتن
/5//5/5
سبب وتد سبب
2- بحور مختلفة التفعيلة وتنقسم كما يلي :
أ- البحور التقليدية المعروفة :
وعددها تسعة وتستخدم جميعها لكتابة الفصحى واثنين منها تستخدم لكتابة العامية وتصلح لها (البسيط, المجتث ) ولا مانع من أن هناك بعض التجارب لشعر العامية من بعض باقي البحور الموسيقية هنا ولكنها تجارب لم تتكرر ولم تثبت وجودها إلا على مستوى التجريب وكأن أصحابها أرادوا تحدى أنفسهم للإتيان بجديد ولكنه جديد أعرج ونشكر لهم شرف لمحاولة وان لم تتكرر.
أ- البحور التقليدية مختلفة التفعيلة ومكوناتها فى ألشطرة الواحدة كما يلي :
اسم البحر
تفعيلته
اسم البحر
تفعيلته
البسيط
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
/5/5//5 /5 //5 /5/5//5 /5 /5
مخلع البسيط
مستفعلن فاعلن فعولن
/5/5//5 /5 //5 //5/5
السريع
مستفعلن مستفعلن فاعلن
/5/5//5 /5/5//5 /5 //5
المجتث
مستفعلن فاعلاتن
/5/5//5 /5//5/5
المنسرح
مستفعلن مفعولاتُ مستفعلن
/5/5//5 /5 /5 /5/ /5/5//5
المقتضب
مفعولاتُ مُفـْــتَـعـِلُنْ
/5 /5 /5/ /5 / //5
الخفيف
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن
/5//5/5 /5/5//5 /5//5/5
المضارع
مفاعيلُ فاعلاتن
//5/5// /5//5/5
المديد
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن
/5//5/5 /5//5 /5//5/5
الطويل
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
//5/5 //5/5/5 //5/5 //5//5
ج- بحور موسيقية جديدة انتجتها العامية :
ظهرت منذ ما يقرب من المئتى سنة ألأخيرة منذ بداية القرن العشرين واستخدمت طوال كل هذه الفترة الطويلة , وما زالت تستخدم إلى اليوم وبكثافة خاصة فى الشعر العامي بإشكاله وأجناسه الأدبية خاصة الزجل والأغاني الفنون الشعبية المحلية داخل الأقاليم المصرية باختلاف أشكالها. وقد إرتقى منها البعض إلى مرتبة التراث , ويهدف هذا البحث فى هذا الكتاب إلى تسميتها وتقنينها بعد جمع حالاتها المختلفة وعرض نتائج البحث على المجتمع الأدبى ومناقشة ذلك مع الأدباء والمتخصصين مناقشة بحثية علمية تستند إلى مناهج البحث المتعارف عليها لإقرارها والتأريخ لذلك وضمها لكتب العروض وموازين الشعر العربي
اسم البحر
تفعيلته
أمثلة من أغاني التراث على البحور
1
مستفعلن فعلن فعلن فعلن فعلن
/5/5//5 /5 /5 /5 /5 /5 /5 /5 /5
3
مستفعلن فعولن
/5/5//5 //5/ 5
2
فعلن فعلن فعولن
/5/5//5 /5/5//5 /5 //5
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق