لم نلتقِ
مُنذُ أن غادرنا مدينتنا
مُنذُ أن أنكرتنا
أحجارُ حلبَ القديمة
حتى الياسمينُ أنكرنا
قُبلاتُنا المسروقةُ
في عتمةِ الليلِ المزدحمِ بالأماني
أنكرت ملامِحنا
و الملاجئُ والخيامُ
أنكرتنا
فكم نحنُ غُرباء
في هذا العالمِ المتمدنِ
كم ادعينا الحُبَّ
وكم كتبنا كأننا شُعراء
حتى القوافي أنكرتنا
رغمَ أني لازلت أذكرُ ملامحَ وجهكِ
وكُلَّ ملامحِ الطرقِ العتيقةِ
المؤديةِ لقلعةِ حلب
صارتَ ملامحي باردة
وصِرتُ أنعي كلَّ مُدنِ العرب
وبتُّ أرتدي أقنعتي الزائفة
وأُنشدُ لكَ نشيدَ العودةِ
كما للقُدسِ فيروزُ قد غنت طويلآ
عزفتُ الصمتَ بأوتارِ قلبي
ولازلتُ أشربُ قهوتي وأنا أُلامسُ بعضآ من مَلامحكِ
ومِن ملامحِ مدينتي
تلكَ المدينةُ الغارقةُ في القِدم
والغارقةُ بالأَشلاءِ والعَدم
................................................
محمود محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق