الاثنين، 23 ديسمبر 2019

نعيمة الحمامي التوايتي/ تونس /ونحن نحب الحياة


صباح سعيد أصدقائي 
هذا قصيدي: 
"ونحن نحب الحياة" أهديه إليكم من تونس أنا الأستاذة نعيمة الحمامي التوايتي 

ونحن نُحبُّ الحياة 

ذات صباح أَدْردٍ أصمٍّ
كالليل محزون يتلضَّى
وجحافل الموتى تُحاصره
عبَرْتُ الطريق إلى حيث السنديان
لم تكن وعْرةً
كانت حزينةً.
الوادي يتلوى.
يأْكُلُ أصابعه من الغيظِ
وللصَّخْرِ دموعٌ، 
 تغْمُرُ قلوب الثَّكالى
تواري بالسَّواد غُصَّةَ الطَّريقِ.
 النَّارُ تقرأُ السَّلام على من رحلوا
واغْتسلوا باليقين
أنْفاسهم تأْويلُ الخلود
وطينُ حكمةٍ،
 تتغوَّطُ على مواقدِ المَحْرَقةِ
تتناسلُ وجعا يَعُضُّ فرحا منسيا
يوزّعُ الموت من تنهيدةٍ جريحةٍ.
مزّقتني نوباتي ... وأرَّقني البكاءْ
حين ارتدى قابيل سَوْءَةَ أخيه
وفي المياهِ أَلْقى، حَصَى رَحْمَةِ الأَوْصِياءِ على اللَّهِ
تُشرِّدُني أسئلتي.....
وحين أنكرتني الدروبُ،
بسطتُ كفِّي لأقتلع قمم الجبال
من شفاهٍ مُرابية تتدلَّى في التردُّدِ 
كمُؤخرة أتانٍ عجوزٍ
تقرعُ كؤوس الخيانة...
ما أشبه اليوم بأمسنا!!!!
سكن الحزن جُحْرنا
وأعين السماء بكت قهْرَ الفقراءْ
قذفني الخرابُ في وَثَنِ الفجَِاج
بين صناديق الريحْ.
الطريقُ عَرْجاءُ تُعَمِّدُهم
ويُتِلُّهم الوادي للجبينْ
فاحت رائحةُ الغواية 
من ناب عَوْرةٍ قميئةٍ
على هدير الأغاني الرّخيصة
كغُبار تعثَّرَ في النِّسْيانِ
بابْتسامةِ ناسِكٍ تَزَهَّدَ في طينهم
كجبلٍ طاعنٍ بظِلِّهِ
تَغَذَّى من دمهم...
 على أيِّ بلاءٍ تنامين يا بلادي
 ليَقْتاتَ  من قلْبِكِ الحُزْنُ؟
ليتكاثر في رحابِكِ الرُّجُمُ؟
ليَسْتَحيلَ الطَيْرُ سِرْبَ جَرادٍ
 يُضاجِعُ الأَرْضَ؟
أين وجْهُكِ الوضَّاحُ يا بلادي
 أيْنَ النَّخيلُ الباسِقُ؟
أيْنَ دِفْءُ الوادي وفرْحةُ الأَعْيادِ؟
يا مَنْ أَبْكى البنَفْسجَ الحزين في بلادي
وخَدَعَ الزُّهورَ في حدائِقِ طُفولتنا
العُمُرُ يَبْكي والحنينُ يُنادي:
 " أُقْتُلوا ما شِئْتُمْ منّا أيُّها الراحلون إلى حَتْفِكمْ
سنتكاثرُ سُخْطاً
فوقَ رؤوسكم 
ولا نتسلَّقُ الصوت في مسارات الهزائِمْ
فنحنُ نُحبُّ الحياةَ
" رَغْمَ عَصْفِ الأَلَمْ 
رَغْمَ قَيْدٍ ودَمْ
رَغْمَ لَفْحِ اللَّظى 
بيْنَ حُلْمٍ ووَهْمْ"
نعيمة الحمامي التوايتي/ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق