الثلاثاء، 31 ديسمبر 2019

خالد مصطفى بيطار / . . . . . --------- - 30 / 12 / 2019 - --- " الأبُ المَنسيّ "


"  الأبُ المَنسيّ "
   -.-.-.-.-.-.-.-
.
قَبَّلتُ كفَّكَ يروي سيرةَ النَّدَبِ 1
.  .  .  .   وفي جبينكَ إرثٌ من عنا التَّعبِ
.
تَغدو لِهمِّكَ ، لا همٌ يؤرِّقُنا
.  .  .  .  وإن رجَعتَ ، شُغِلنا عنكَ بالجَلَبِ
.
أرسلتَ سَهمكَِ بالآمالِ تُرسِلُهُ
.  .  .   نحو النَّعيم ، وكم اخطا ولم يُصِبِ
.
 قد أثقَلَتك هُمومُ العيشِ تَحمِلُها
 .  .  .  .  .    والهَمُّ يَكبُرُ بالأبناءِ َ والطَّلبِ
.
ِوما خَفَرتَ لهُم عَهداً لِتُسعِدَهم
.  .  .  .  وتَرقُبُ البِشرَ في إيماءةِ الهُدُبِ
.
وكم شفاكَ رضاهُم عن حوائجِهم 
.  .  . - لمَّا أتيتَ بها - مِن شقوة النَّصَبِ
.
وقد نسيتَ بأنسٍ منهُمُ ورضى
.  .  .  .  ما كانَ حقُّكَ من أثوابِكَ القُشُبِ
.
وكم رضيتَ بأطمارٍ مُعَتَّقَةٍ 
.  .  .  .  . حتّى تُوَفِّرَ مالَ العِلمِ والكُتُبِ
.
والأمُّ تَحمِلُ هَمَّ البيتِ تَسكُنُهُ
.  .  .  .  وانت تُسكِنُها في صَدركَ الرَّحِبِ
.
والامُّ تُنجِبُ أبناءً وتُرضِعُهم
.  .  .  .  وأنت تُبدِعُ في تَقويمِهم كَنَبي
.
والأم تَعجَزُ عن دورٍ إذا كَبِروا
.  .  .  .  وأنت تُبعِدُهم عن موطِنِ الرِّيَبِ
.
 فالمرءَ يَفسدُ من خِلٌ بِهِ فَسَدَت
.  .  .  .  حُسنُ السريرةِ والأخلاقِ والأدَبِ
.
حتى إذا بلَغوا ، تسعى لِزيجِتِهِم 
.  .  .  .  يوماً ، وإن بَعُدوا فالهَمُّ لم يَغِبِ
.
لا الصهِّرْ يُجزىء هَمَّ البنتِ ما بَقِيَت
.  .  .  .  .  ولا لِكَنَّةَ أن تَملا غِيابَ صَبي
.
يا أيُّها الغَدَقُ التُنسى فَضائِلُهُ
.  .  .  .  كما يُغطَّى شُعاعُ البَدرِ بالحُجُبِ
.
إن كان فضلُكَ منسياً بِغَفلَتِنا 
.  .  .  .  فإنَّ أجرَكَ عندَ الله ، فاحتَسِبِ

أدرَكتُ أنَّكَ لِلإيثارِ سَيِّدُهُ
.  .  .  .  لَمَّا شَقيتُ على الأبناءِ مِثلَ أبي
.
. . . . ./ خالد مصطفى بيطار / . . . . .
--------- - 30 / 12 / 2019 - ---------
1 - النَّدَب : أثرُ الجروح بعد شفائها

هناك تعليق واحد:

  1. شكرا للمجلة وللقائمين عليها على توثيق قصيدتي ..
    دمتم للأدب والشعر .

    ردحذف