" الأبُ المَنسيّ "
-.-.-.-.-.-.-.-
.
قَبَّلتُ كفَّكَ يروي سيرةَ النَّدَبِ 1
. . . . وفي جبينكَ إرثٌ من عنا التَّعبِ
.
تَغدو لِهمِّكَ ، لا همٌ يؤرِّقُنا
. . . . وإن رجَعتَ ، شُغِلنا عنكَ بالجَلَبِ
.
أرسلتَ سَهمكَِ بالآمالِ تُرسِلُهُ
. . . نحو النَّعيم ، وكم اخطا ولم يُصِبِ
.
قد أثقَلَتك هُمومُ العيشِ تَحمِلُها
. . . . . والهَمُّ يَكبُرُ بالأبناءِ َ والطَّلبِ
.
ِوما خَفَرتَ لهُم عَهداً لِتُسعِدَهم
. . . . وتَرقُبُ البِشرَ في إيماءةِ الهُدُبِ
.
وكم شفاكَ رضاهُم عن حوائجِهم
. . . - لمَّا أتيتَ بها - مِن شقوة النَّصَبِ
.
وقد نسيتَ بأنسٍ منهُمُ ورضى
. . . . ما كانَ حقُّكَ من أثوابِكَ القُشُبِ
.
وكم رضيتَ بأطمارٍ مُعَتَّقَةٍ
. . . . . حتّى تُوَفِّرَ مالَ العِلمِ والكُتُبِ
.
والأمُّ تَحمِلُ هَمَّ البيتِ تَسكُنُهُ
. . . . وانت تُسكِنُها في صَدركَ الرَّحِبِ
.
والامُّ تُنجِبُ أبناءً وتُرضِعُهم
. . . . وأنت تُبدِعُ في تَقويمِهم كَنَبي
.
والأم تَعجَزُ عن دورٍ إذا كَبِروا
. . . . وأنت تُبعِدُهم عن موطِنِ الرِّيَبِ
.
فالمرءَ يَفسدُ من خِلٌ بِهِ فَسَدَت
. . . . حُسنُ السريرةِ والأخلاقِ والأدَبِ
.
حتى إذا بلَغوا ، تسعى لِزيجِتِهِم
. . . . يوماً ، وإن بَعُدوا فالهَمُّ لم يَغِبِ
.
لا الصهِّرْ يُجزىء هَمَّ البنتِ ما بَقِيَت
. . . . . ولا لِكَنَّةَ أن تَملا غِيابَ صَبي
.
يا أيُّها الغَدَقُ التُنسى فَضائِلُهُ
. . . . كما يُغطَّى شُعاعُ البَدرِ بالحُجُبِ
.
إن كان فضلُكَ منسياً بِغَفلَتِنا
. . . . فإنَّ أجرَكَ عندَ الله ، فاحتَسِبِ
أدرَكتُ أنَّكَ لِلإيثارِ سَيِّدُهُ
. . . . لَمَّا شَقيتُ على الأبناءِ مِثلَ أبي
.
. . . . ./ خالد مصطفى بيطار / . . . . .
--------- - 30 / 12 / 2019 - ---------
1 - النَّدَب : أثرُ الجروح بعد شفائها
شكرا للمجلة وللقائمين عليها على توثيق قصيدتي ..
ردحذفدمتم للأدب والشعر .