الأحد، 22 ديسمبر 2019

معروف عمار //مدائن الموت


مدائن الموت
=======
=======
شُـحـرورةٌ وقَـفَـتْ على الأطلالِ
تـرنــو الـدِّمــا ومُمَــزَّقَ الأوْصالِ

وبَـلابـِلًا ذُبـِحَــتْ بـمُـدْيـَـةِ جازِرٍ
مُـتَـجَـبـِّـرٍ مُـتُــرُبـِّـصٍ مُـحْـتــالِ

تَـعْـلُــو البُلَهْنِيَةُ القَمِيئَةُ وجْهَــهُ
كالمَسْـخِ يُشْبه حَمْأَةَ الصَّلْصالِ

تَـبْـكِـي على الطَّلَلِ المُضَرَّجِ تارَةً
وتُـشِـيـحُ - نـاقِمَةً- على الرِّئبالِ

هَتَفَتْ بأجنحـةِ العَوِيلِ فما وَعَى
لِـهـتـافِـهـا غـيــر الفضاءِ الخالِي

وجماجمٌ طُمِسَتْ معالمُ وجهِها
وبَـقِـيَّــةٌ الـعَـلَــمِ القديـمِ البالِي

فمدائنُ القَصَبِ المُسَرَّدِ شُوِّهَتْ
وتَـصَــدَّعَـتْ مِنْ وطــأةِ الـزلــزالِ

لـو راح يَكْـتُـبُـهـا الـيـراعُ حَقِـيـقَةً
لَـبَـدَتْ كَضَرْبٍ مِنْ حِجَى الأغْوالِ

غَـفَـلَ الـكَـرَى عنها فأسْهَدَ لَيْلَها
والـنــومُ خـاصــمَ أعـيـنَ الأطـلالِ

وعـريــنُ أسْـدٍ تَـعْـتَلِـيـهِ ثـعـالـبٌ
راحـت تُـكَشِّرُ في حِمَى الأشبالِ

ويـح الـثـعـالـبِ هل تَلَبَّسَ وَعْيَها
خَـطَـلٌ لِتَـشْـغَـبَ مَسْكَنَ الأهوالِ ؟!

هـذي ديـارُ المـجــدِ بـانَ سَفِيرُها
وَطَـوَتْــهُ عـنـهـا شُـقَّـةُ الأمْـيــــالِ

وَيْـحَ المـسـافـرِ قــد تَباعَدَ شَوْطُهُ
في ظـلـمــةِ الـفَـلَــواتِ والأدْغــالِ

فمـتـى يَـعـُــودُ وفي اليمينِ لِوَاؤُهُ
لِـيَــزُفَّ نُـصْــرَتـَهــا إلـى الأجْـيــالِ

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
معروف عمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق