الشهادة ..
.
( هي شهادة زوج مفجوع في زوجه الراحلة )
.
ناع نعـــــــاكِ لقتل بعلك يَمْزَعُ
عجبي أيقتل والـــــه و يُرَوّعُ ؟
.
و تَرُدّ تخنقني الدمـــــوعُ هواطلا
والحرفُ في حلقي يغصّ و يُقطعُ
.
هل غادرت حقّا (فتيحة) وانقضى
عهدي بها ضرما يـــــؤجّ فيسفع
.
أَوَ أَسْرَجَتْ سحرًا تريد مــــــؤبّدا
أم أنّها بعـــــــــد الغياب سترجع؟
.
رحلتْ و فــي الأحشاء لفح تلوّعٍ
أنّى التفتُّ مـــــــــــواجع و تفجّع
.
كيف السّلوُّ وكيف أكتم حــــرقتي
و بخافقي وخـــــــز الفجيعة مقذع
.
هبني اجترعتُ مـن التّصبّر أبحرًا
مــــــــــــــاذا تفيدُ وغلّتي لا تدفع
.
وإذا نظرتُ إلى تمــــاضرَ مزّقتْ
قلبي بلا قصدٍ تنوحُ فــــــــــأُرْجِعُ
.
آهٍ نوار أما لدمعك مــــــــــــــوعدٌ
أم أنّ دمـــــــــــــعك للفقيدة يُرجعُ ؟
.
عذرًا فما تُجدي الدّموعُ ولا البكا
أو كنتُ أبكي الدّهـــــر لا أتورّعُ
.
في كـــــــــــلّ ركن للتذكّر مشهدٌ
يحيي الجــــــــراحَ الغافيات فتلسع
.
فـــــــــــــرشاة أسناني إليك تشدّني
حسرى تحــــــــــنّ وفيّةً لا تخدعُ
.
أمّا إزارك للصـــــــــــــلاة فغصّة
تذكي الدّمـــــوع الهاتنات وتَجْرَعُ
.
تشتاق طلّتك البهيّة قــــــــــــهوتي
و يظلّ يذكــــــــرك اللقــاءُ فيدمع
.
مــــــا مثل شايُك للضيوف معتّق
يجلى المتاعب عـن معنىً يجرعُ
.
ما بال (شــالك) إن رجعتُ لغرفتي
بطرا يهزّ كـــــــــوامني و يُروُّعُ
.
حتى الفســــــاتين البسيطة تشتكي
هول الفــــــــــراقِ حزينة تتقطّع
.
من تي التي تبدي وتظهر حسنها ؟
من حسنك الفتّان ثوبك يكــــــرعُ
.
فإذا وقفتُ على مقـــــــامك هزّني
شوقٌ لأركـــــانِ الضّلوع يزعزع
.
مـــــا كنتُ أحسبُ أنّ عشقكِ آيةً
كبرى يخرّ لها الجحــودُ و يركعُ
.
سبحــــــانَ من زرعَ المودّةَ بيننا
روضًا وثنّى بالتـــــــــراحمِ يُشْفِعُ
.
يا من سموتِ على الغيومِ طهارةً
وسعيتِ يتحفك العفــــــافُ و يرفعُ
.
ماذا وجدتِ سـوى التعفّفِ و التّقى
سترا يغطي الطّـــــــاهرين ويشفع ؟
.
صلّيتِ فـــــرضك لا يُضامُ كتابه
و أقمتِ شهـــــــرك للنوافل يجمعُ
.
و سموتِ بالعرض المصون فسبّحتْ
جذلى اللوامعُ أَنْ نقـــــــاؤك أرفعُ
.
و إذا أمرتكِ قبلَ تــــــــــمّ تلفّظي
لبّى خضوعكِ سابقا يتـــــــــورّعُ
.
مـــــــا كنتُ بالفظّ الغليظ فأُتَّقَى
لكنّ طبعكِ للمكـــــــــــارم يُسرعُ
.
حتى الظُّـــلامةُ إنْ أتيتُ مغاضبًا
رُدّتْ إليكِ و عـــنْ حياضيَّ تدفع
.
ماذا يصدّ عن الجنـــــان وعبقها
و لقد حبتكِ المنجيـــــــاتُ الأربع
.
بلغتْ فضائلك السّـماءَ و جاوزتْ
حتى الأنــــوثة إن تصدّك تردعُ
.
أعتى حمـــــــــاقاتي لديك تبدّدتْ
يا غيمة عـــــــزّ الظهيرة تمرعُ
.
قد كنتُ فيك أرى التّقى متجسّدا
يسعى إلى دار الخــــــلود فيجمعُ
.
كم تؤثرين على الخصاصة طارقا
للـــــــــــــه لا للخلق برّكِ يُصْنَعُ
.
زهدا سموتِ عن المكاسب والحلى
عطل ذراعك بالقنــــــــــاعة يلمعُ
.
أسكنتـــــــكِ القلبَ الرّحيبَ حبيبة
و شهيدةً تغشى الجنـــــان و تشفع
.
طالت سقـــــامك و استبدّ أوارها
سمّا تستّر فـــــــي شرابُكِ يُجْرَعُ
.
و لكم يجـــــــــالدُهُ التّصبر واهنا
عشرين حــــــــــــولا للمنية يدفعُ
.
تهـــوى الجبال الراسيات وتنحني
فَلِطُـــــــولِ حفر صلدها يتصدّع
.
يا بنت أمشـــــــــاج الفؤاد أنـوبة
شدّتْ رحالك للمـــــــــواجع تدفع ؟
.
أم أنّ مكثك قـــــــــد تعذّر بيننا
حـنَّ الفـــــــــــؤاد لأوبة يتسرّع ؟
.
قد كنت تهـــوين الرحيل تشوّقا
و سواك إن ذكــر المنيّة يجزع
.
ما كــــــان يغريك البقاء حزينة
و الشّــــرع متّركٌ يداس و يقمع
.
والكلّ في وحل التناقض غارقٌ
إنّـــــــــــــــى تلفّت كاهنا يتنطّع
.
قضت السماحة والفضائل وانقضى
عمرٌ وربّك فـــي حياتيَّ أروع
.
أخبرتُ ساكنةَ الحشــــــاشةِ أنّها
دون النّساءِ أثيرةً لا تُنــــــــزعُ
.
قـــد كنتِ ما بين النّساءِ منارةً
تهــــدي الضّليلةَ للشريعة تُرجع
.
و العــــازفات إذا ابتعدن تفتّقتْ
بالسّـــــــوء ألسنهنّ ..نبلك يُقذعُ
.
ما مثل صدرك للأمـانِ محجَّةً
مهما تطام الخطب عندك يقلع
.
إنا إن هفوتُ إلى ســـواك فإنّه
طبع تأثّل فـــي الرجولة يَقْرَعُ
.
باق هـواك و إنْ رحلتِ مسوّدٌ
في اللـه ممدود الظلال مشرّعُ
.
لو كان عودك يا حبيبة يُفتدى
كنتُ الفدى فَـــــرِحًا بذا أتمتّع
.
فدعاء قلبك في الغيوب يظلّني
غيماتُ وجــد قطرها لا يقطع
.
إن كنتِ يوما قد جمحتُ بزلّة
فلقد عفوتُ مجــــاهرًا أتضرّعُ
.
كـلّ المصائب بعد موتك هيّن
أجــراحها .. إلاّ التي لا تُجمع
.
سأظلّ أحفظ ما حييت عهودنا
ظنّا أن ربّــك للشتات سيجمعُ
.
فلك السّــــلامة والسّـلامُ مظلةٌ
و لِيَّ الدمـوع إلى لقائك تهمعُ
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
11/08/2020
الثلاثاء، 11 أغسطس 2020
محمد الفضيل حفاوة ... الشهاده
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق