يا مريمي
شعر / رياض الدليمي
...............
كنتُ أتحسب لهيبتك
وأبهة حاجبيك النافرين
هلال تمرد على الأعياد
تغنجَ على امةٍ ترقبهُ
لتنحر عجولها
تبني بيوت حجها
تحفر أحجارها
وتعمد أصنامها بالأبدية .
جفونكِ المحاصرة بالدموع
هي لحظة شوق غامرة ،
أراكِ
تذوبيها على شعيرات فرشاتك
فتصنعين لوحة
مبلله بالمطر
والدموع
وذبول الأزهار ،
تلونين نداءات روحكِ بالرمادِ
وكثيرٍ من البياض
فيلتبسُ الأمر عليّ
هل أحصي لحظات الوجع ؟
أم أعدُّ أيامَ امّةٍ تلطخت يداها
بألوان لوحاتك الحزينة ؟
تعالي مريمي
ننسج من عذرية القلب
أحلاماً للنخيلِ المفجوعِ من رصاص الغرباء
يتراشق في لحظة ولادة يسوعَ
دعينا نصم أذانه
نكذب عليه
نقول له عش بسلام
الأخوة متحابون
والغرباء ضيوف أعزاء
لم يسرقوا شيئا من البلاد
عش أيها المسيح الحلم
طاهرا بالبنفسج
عش لحظاتك المخملية
كن مبشرا للفرح المدفون في عيون طفلة ايزيدية
غاب عنها الوطنُ في غفلة الأخوة
هم يتنازعون على الهضاب والسهول
والجبال المنكسرة على زوايا لوحتك العذراء
لقد خانوا البنفسج
أم عينيه
تحت أنظار سعف النخيل
وصفار بيض الحمام
لقد اختلط علينا أمرهم ونحن غارقون في أحلامنا الحزينة
من هم الأخوة ؟
وكيف نميزهم عن الطارئين ؟
نسال البنفسج
والأرجوان
هل بات الأمر شورى
أم اغتصبت سنجار
والفلوجة
من أهلها ؟
أم من الغرباء ؟
كدنا لا نميز ربما أغشت الألوان بصيرتنا
وأجهض المطر أنفاسنا
وترملت القصيدة .
يا مريمي
لا تهزي جذعاً
لقد نخر الأخوة قوامها
وهمدت روحها .
......................
29 -10- 2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق