الجمعة، 17 فبراير 2017

الجفن الخائن بقلم ياسر محمد عليوي

الجفن الخائن 
 .......................من قديم اشعاري

ها قد مضى ليـــــــلٌ ولم تغمَضْ 
يا جفنُ مـــــــالكَ تكثرُ السُــهدا
ما زلتَ تذكُــــــــرُ قصَّةً غربت 
فـــــــــإلامَ تبــــــقى للهوى عبدا
والامَ تــــــــذرفُ ادمعــــاً حرى 
شوقاً لمن لــــــم يحفظــوا عهدا 
تركوكَ بـــــالأشـــــــــواقِ ملتهبا 
وتعمدوا الهجرانَ والبُـــــــعــــدا 
اوقفْ دمـــوعـــكَ وانتـــــفــــضْ
وكفى ، ضع للهوانِ وللأسى حدا
*************************
بالأمس كانَ القلبُ دونَ هوىً
مِن كُلِّ همٍ كانَ مرتــاحــــــــا 
 و ظنـــنتُ قلبــي دونَ عاطفةٍ 
حتى بزغــتِ وحبكِ اجـــتاحا 
أنا في ظلامِ الليـــلِ منتــــظرٌ 
 وصباحيَ المرجــوُ ما لاحـــا 
يا ليتَ قلبي ظــــلَّ مِن حَجَـــرٍ
يا ليتهُ بالحــــــــبِّ ما بــاحا 
يا ليتها ما أطفــــأت فـــرحي 
 طعناتهـــم والقـــلبُ ما ناحـــا

************************
يا أُفـــــقُ روحي فيكَ هائمةٌ 
كالطيـــرِ ملَّ جناحـــهُ الخفقُ
دوامةُ الأحـــــــزانِ تـــعركهً
 أَ وَ لــــيسَّ يـــأخذها بهِ رفقُ 
ويضلُ يخفــــقُ دونمـــا أملٍ 
بجداولٍ زرقٍ لهــــــا دّفــــقُ
أنا بائسٌ والــــروحُ منـــهكةٌ 
تهفو ويضرمُ نارها الشـــوقُ
تعبتِ وصارَ حنـينها أرقــــــاً 
 ويئستُ من أن يشرقَ الأفـــقُ

**************************
صوتُ النحيبِ كصوتِ اغنيةٍ 
 مجنونةٍ فـي قلـــــبي الشاكـــي 
هو لوعتي يا مهجتي غــرزت
سكينها الماضي فـــأدمـــــــاكِ 
والكبرياءُ تظـــــلُ تَـــــنهـرني 
وتلومُ ضـعفَ فؤاديَ البــــاكي 
فيجيبُها الشريانُ معتـــــــرضا
أَوَ تبتغينَ اليـــــومَ إهــــــلاكـي 
هي نبضُ هذا الروح فانصرفي 
 إياكِ لــــومَ الــــدمــعِ إيــــــاكِ

*********************
أنــــا دونهــــــم ليلٌ بـــلا قــمرٍ 
أو غابةٍ من غيــــــرِ أشـجـــــارِ 
روضٌ عبيرُ الزهـــــــرِ غادرهُ 
فَخـوى وأمـسى دونَ أزهـــــــارِ 
فكـــأنَّ هــــذا الحُــــبَّ مِـجمـرةٌ 
القيـــتُ فيهــــا قلـــبيَ العـــاري 
فالشــــوقُ نــــارٌ تـستبدُ بــــــــهِ 
والدمعُ لا تخبـــــــو بــــهِ نــاري 
فهمُ الــهوى الأزليُ مســـــكنــــهُ
بينَ الشغــــافِ بعمــــقِ أغواري 
***************************
ومضى الزمانً وشعلتــي خمدت
 وغدا رمــــــادا ذلــــكَ الشــــررُ 
أكلت سنسنُ النــــــوح جذوتـــــهُ 
ورياحها نبشتـــــــــــهُ والمطــــرُ 
مضتْ السنيـــنُ ولم يعُد دمعـــي
 تُجـــــريهِ أشواقــــــــي فينــــهمرُ 
ولكــــم جـــــــرعتُ بحبِّـــكم الماً 
وحملـــتُ ما لا يحـــملُ الحــــجرُ 
والآنَ ولّــــى الليلُ وارتــــحلتْ 
آلامهُ وازاحهـــــــــــا السحـــــرُ 
****************************
وعرفتُ زيفَ غرامِكِ الفــــاني 
فجـــــعلتهُ فـــــي طـــيِّ نسيانـي 
ملَّ الفــــؤادُ جنونــــهُ فامضـــي
 القي الشبــــــاكَ لســـــاذجِ ثاني 
أنتِ الـسرابُ غدوتُ أعرفـــــــهُ 
هو ليـــــسّ يُرطِـــبُ ثغرَ ظمآنِ
خمدتْ جراحُ النفـسِ واندمــــلتْ 
وتبددت حســـــراتُ حــــرماني
*******************
 ها قـد أطـلَّ الليلُ فلـــتغمَــــض 
 يا جفــــنُ قــــد ودعتُ أحزاني

.............................. ياسر محمد عليوي .....15/ 12 / 1995

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق