السبت، 25 فبراير 2017

قصة قصيرة في دائرة الظل بقلم منى الصراف

قصة قصيرة
في دائرة الظل

عوالم وأماكن مختلفة عن بعضهما ربطت هذين العاشقين . عشقها كسكرات الموت التي كانت تجتاح عالمه وعشقته هي حد اختناق الأنفاس . رجل حمل على أكتافه أوجاع بلد محتل . أودع في غياهب سجونهم التي ما عادت تكفي ابناءه .. كان يعمل برتبة عسكرية استخباراتية في ظلام مدينة مع زمرة حاكمة أذاقت شعبها المر لكل طعم به حلاوة سكر .. استطاع أن ينقذ الكثيرين من الموت او التعذيب وحمل راية العصيان سرا ضد دكتاتور عبث بالبلد بكل قسوة . كان المحتل يبحث عن رجال يتولون مهمات خطيرة ووجدوا ضالتهم به .. طلبوا منه العمل معهم لتجفيف منابع الارهاب ورصد تحركات خونة سُحبْ البساط من تحت اقدامهم وكراس قلبت على رؤوسهم .. نخروا البلد بشتى انواع الخيانات . عملياته كانت متقنة واحيانا اخرى تأخذ صبغة الدم والانتقام .. استطاع وسام أن يخترق كل تحصينات العدو ودخل مخازن اسرارهم ووثائقهم السرية .. ذكي وداهيه ، يلعب بإتقان لعبة الموت بكل شجاعة حسب رقعة اللعب واللاعب ، حين يرى العدو وجهه تذوب سيقانهم وترتعد من شدة الخوف ، كانت صبغة الموت ورائحته بملامحه السمراء تشقي كل من نظر اليه . تربطه مع العدو علاقات وثيقة وعلاقات اكثر قوة مع شخصيات من الوزن الثقيل في دوائر صنع القرار في البلد ودوائر المحتل ايضا . اصبح لغزا استخباراتيا لسنوات طويلة الكل يبحث عن رجل الظل هذا في حين كان يجلس معهم ويسامرهم بجلساتهم الثرية .. رجل الظل ..احد اسمائه الكثيرة وشخصياته المتعددة ، صندوق دنيا اسود مغلق من عمليات كبرى قام بتنفيذها اذهلت بعض الدول والمنظمات المسلحة والاحزاب وجميع الاطراف الناشطة في البلد كان ينفذ عملياته في بعض الاحيان دون الرجوع لمن عمل لصالحهم . واختلطت على الجميع اوراقه . خطأ واحد لمرافق له وضعته في دائرة الشك من قبل المحتل حينها طلبوا منه اثبات الولاء لهم بتغير ملفاته التي يعمل عليها بأخرى مضادة ، هنا وضعوه بفك كماشة ..العقيدة وخيانتها او مواجهة الموت لم يكن يهاب الموت فقد ذاقه بالوان وصنوف كثيرة ففي كل عملية استخباراتية له كان يضع الموت بأحضانه يهدهده بابتسامة كبيرة . رفض خيانة العقيدة وفضل الاختفاء لسنوات طويلة عن اعين جميع الاعداء وحتى الاصدقاء ، اصبح ضمن نطاق بحث كبير للكل ليصفى جسديا .. فضل التشرد على خيانة ارضه . الى ان اثبتت براءته من الاصدقاء دون الاعداء .. اصبح بتيه كبيرة كما هي بلاده يشعر بها بغربة ووجع والم ودموع تنهمر كشلال من عينيه و في الاحلام فقط . فقد كانت عصية النزول في واقعه . لامس أنامل حبيبته شعر بأن نبضات ذلك القلب الميت قد عادت له ، ارتعاشات وحالة شبه الأغماء لقبلة التقت بهما الشفاه افقدت توازن رجل الظل المرعب ذلك الوحش الذي كان يهز الموت بنظرة واحدة . التقى الظل بجسده اخيرا والذي كان دائم البحث عنه . قال لها - كنت أبحث في وطني عن مأوى يحتويني اتلاشى معه ، اشتعل وانطفئ ، اذوب بقبلة منكِ واحيا بها ،انتِ هي موطني يا حبة قلبي وروحي .
منى الصراف / العراق
 25/2/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق