رقيق
أيامَن هَمُّهُ تعذيبُ قلبي
فهل مُرُّ الجفا بكمُ خليقُ
أترضى ذِلَّتي وهوانَ نفسي
وقد كان الهوى لكمُ يليقُ
صبرتُ على سنينِ البُعدِ أرجو
لعلّ البُعدَ يقضي أو يضيقُ
فما ماتَ الذي أمّلتُ وصلًا
وزادَ الجرحُ وانسدَّ المَضيقُ
وكنتُ أراكَ رأسَ الشّهرِ لمحًا
فغابَ البدرُ وانقطعَ البريقُ
فهذي دمعتي فيضًا تُرَوّي
عِطاشًا قد بدا فيها الحريقُ
أيعجبكُ الزّفيرُ على فراقٍ
فعند القربِ إن ترضَ الشّهيقُ
فدع عنكَ البِعادَ وكن قريبًا
فحُبّي صادقٌ وبكم حقيقُ
ولو جرّبتَ طعمَ المُرِّ يومًا
على غيري فكم كأسًا يُطيقُ
أحبُّ القتلَ من كَفٍّ رقيقٍ
ويكفيني إذا قَتلَ الرّقيقُ
شقيقَ الرّوحِ إن الرّوحَ يهذي
وكيف الصّحو إن غابَ الشّقيقُ
فَصِل رَحِمًا وخذني في حنانٍ
وكن أمًّا إذا فُقِدَ العشيقُ
وعِد وصلًا فإنّ الوعدَ يشفي
فؤادًا ماتَ من هَمٍّ يُحيقُ
مصطفى محمد كردي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق