عيناك حبيبتي أنشودة عودة
سقطت مرة من نظرة وداع
لكنها لم ترتطم بشيء
كما في قصص الفراق
صارت تعلو وتعلو وتعلو
حتى اصطدمت بجذع السماء
فهزته هزا
وراحت تتلو على مسامع السحاب
قصص المطر
عيناك حبيبتي جوقة شهيق
عالقة برئة غابة
مزروعة على التوالي
صف شجر عاشق
يبدو علبه علامات البلوغ
وصف وجوه صامتة
ترحل بعيونها صوب أرض المحشر
تنتظر المسيح
تنتظر وتنتظر وتنتظر
حتى تصم النظر
وتقسم رقبة الشجر
والشجر لا يؤمن بنظريات الوجوه
الشجر يظل يعلو حتى يدنو من الغيم
وحين يموت ينحني للمطر
عينا حبيبتي والشجر ظلان للكِبر
لَحنان للخلود
درسان للعبر
عينا حبيبتي والشجر أنشودة قديمة
قدم الثلج على سفوح القمر
كانا بالأصل موجة برد مرت مسرعة
حد الشروق
ثم توارت من أعين الشهداء
وأسئلتهم الموجعة
كانت الأرض حينها مسطحة
يسقط منها كل شيء
إلا الملائكة كانت تتسلق الشجر
تنظر إلى حافة الأرض
تنتظر لحظة الميلاد
كان الحر شديد
والظلال كانت بعيدة ومعتمة
كان الكون يشبه أنشودة مبعثرة
سقطت مرة من ملامح السماء
والأوتار الصوتية كانت تركض
في الأودية المقدسة
والأرصفة مليئة بمقاعد العشاق
ينتظرون بزوغ القمر
كانوا يعدون أحذية الصباح
الملتصقة بالأرصفة
وعلى غفلة من الوجوه الصامتة
ودون إذن حتى من حقائب السفر
اجتاحت الأرض موجة صقيع
ومن بين الشجر
ظهرت حبيبتي
وفي عينيها دفء العودة
------------------------------------
ميلاد السماء
جهاد بلعوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق