الأحد، 31 يوليو 2016

قصيدة اقسمت للشاعر الكبير موسى ابو غليون


أقـْسَـمْتُ أنِّي للعِـــراقِ مُسافِرٌ/// لأعـانِـقَ التـّاريخَ فيهــا والحَـجَــرْ
وأطبِّبَ المَجـْـروحَ فيها حَيْثُما /// وأبَلـْسِمَ المَكـْلومَ مِـنْ بَعـْــدِ القَـدَرْ
وأغازِلَ التـّاريخَ أتـْلو مَجـْدَها /// بَغـْدادُ إذْ كانتْ حَضــاراتِ البَشَــرْ
عِلـْـمٌ وتــاريخٌ، ثقـــافةُ أمَّــةٍ /// وَمَنـابِتُ الأجــْــدادِ فيهــا يـُفـْتـَخَـرْ
فلتَشـْهَدي يا دارُ أنِّي عـاشِـقٌ /// وَحَبيبَتي بغـْـدادُ نـَبْضي والبـَصـَـرْ
وَيَطيبُ لي حينَ المَساءِ حَلاوَةً /// مِنْ تَمْرِ بَغْــدادَ، مِنْ جـودِ الثَّمَــرْ
لكنـَّهـا زالـَتْ، تـَلاشـى طيْفـُها /// فالنَخـْـلُ يا بَغـْدادُ مِـنْ وَيـْـلٍ هَـجَرْ 
وأسائِلُ المنْصـورَ حتّى أرْتَجي /// مِنْ كُلِّ نَجْمٍ فـاضَ مِنْ بغــْدادَ مَــرْ
ولـْتَجْمَعي الأبْناءَ قلبـاً واحِــداً /// مِنْ كُلِّ طيْفٍ وارْسُمي سِحْرَ الصُّوَرْ
ولـْتـَرْتَقي للمَجْدِ كُوني مِشْعَلاً /// وبـِــذارَ حَـبٍّ، للعُـــروبــةِ مـُــدَّخـَــرْ
كمْ رَدَّتِ الأعْداءَ كانتْ صَخْرَةً /// كـَمْ صَـدَّتِ الـوَيْلاتِ مـِنْ مـاضٍ غَبَـرْ
أحْصَيْـتُ آهــاتي فكـــانَتْ أوَّلاً /// هـِيَ أنـَّني لــمْ أقـْتــَرِبْ حـَـدَّ السَّـفـَرْ
هُمْ أرْجَعُوني عَنْ حُدُودٍ أرْهَقُوا /// هـُــمْ تابَعــوا الأفـْكــارَ مِنِّي والأثـَـرْ
كيْ يَزْرعوا القلبَ الحَزينَ مَواجِعاً /// كيْ يَرْسُمُوا التَّفْريقَ في أمْرٍ أمَرّ 
هيهاتَ يا تــاريخَ دِجـْلةَ نلتَقي /// في أرْضِ مَحْبوبي، فقدْ غــابَ القَمَرْ
مَنْ أعْدَمَ المِغوارَ صَدّامَ الحِمى /// مَـنْ كاتَـفَ الأعْـداءَ في ذبْـحٍ جَهَــرْ
مَنْ يَتـَّـمَ الأطفـــالَ ألـْقى حَسـْـرَةً /// مَـنْ فـَـرَّقَ الأبْنــاءَ عَنْ دارٍ زَجَـرْ
كلُّ الوُحُوشِ عَلى العِراقِ تَكالبَتْ /// قـَدْ أوْثقتْ أنيـابَها جُــوراً وَشَــرّ
حتّى القَريبُ وإخْوَتي قـدْ بــادرُوا /// هـُمْ حاصَـرُوا أركانَها جَـوّاً وبَرّ
الظـلـْـمُ والإعـْــدامُ فيهــا بائِـــنٌ /// والحُكْمُ في صَدّامَ عَنْ جُورٍ صَدَرْ
فَتـَوالـَتِ الأحْكــامُ ثــوْراً كُلـُّهُــمْ /// والأكـْـلُ مَتْبُـوعٌ، إلـَيْكُـمْ، لا مَفـَـرْ 
وَزَعــامَةٌ بالـرَّمْـلِ تُلـْقي رأسَها /// والعُهْرُ للأغْرابِ مِنْ عَطـْفٍ وَجَرّ
بغـدادُ، هَلْ تَبكينَ هِجـْـرانَ الألـى /// مِنْ يَعْرُبٍ، مَنْ لوَّثُوا ذاكَ المَقـَرّ
فالقُدْسُ مِنْ سَبْعينَ عاماً تَشْتَكي /// للـقـَهْرِ والحِرمانِ كانُوا مُزْدَجـَرْ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للشاعر موسى أبو غليون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق