الثلاثاء، 19 يوليو 2016

الفصل الخامس بقلم الشاعر الكبير احسان الخوري

الفصلُ الخامسُ ...
بقلم: الشاعر إحسان الخوري

يا امرأةَ قوافِلِ أجوبةِ المُحالِ ...
أيّتها القادِمةُ من سُكونِ الأُمنياتِ 
أسطورةُ صهيلِ بَنفسَجتكِ تُغريني 
سأغتَسِلُ في كُتُبِ الخُرافاتِ ..
أتنشّقُ عبقَ الحكاياتِ العتيقةِ ..
عشتارُ وليلى وكأسيَ المُمتلئةِ ..
أختزلُ الطقوسَ المُعتّقةَ ..
بشريعةٍ تُشاكِسُ غجريَّةَ شَفتيكِ ..
أُراقِصُ أقداحَ النّبيذِ ..
في معبَدِ تراتيلِ الإغريقِ ..
أرتَدي الحَكايا ..
وأندَسُّ في أنوثتكِ المَعجونةِ بنَهدَيكِ ...
عزيزتي أيَّتُها الأنوثَةُ ...
شيءٌ من الوِدِّ لأُكمِلَ ما أُريد ...؟! 
تبتسمُ الأنوثَةُ.. 
تستَجيبُ... 
أبدأُ أضرِبُ الودعَ ..
فيبدأُ هديرُ البَنفسجِ ..
يُملي عليَّ سَطوَتهُ ..
يَسطو على وِحدَتي ..
فتتلعثمُ بالأساطيرِ أفكاري ..
يدايَ مُمتلِئتانِ بالأحاجي ..
يدورُ الشَّوقُ في شَراييني ..
يُدلي بسِحرِهِ ..
يَنبِشُني ..
يُوقظُ المُراهِقَ القابعَ في داخلي
ألتفِتُ إلى همسِ الأحمرِ البرّيِ ..
إلى تمتماتِ العنَّابِ في شفتيكِ ..
أُغازِلُهُ عندَ رقصةِ تَغاوي الرِّمشَينِ ...
أُراهِنُ الليلَ على أساريرِ الغرَقِ ..
أُقلِّبُ أسرارَها في فمِ العبَقِ ..
فَيَلوحُ إدماني على صَدى القُبُلاتِ ...
أَتفرَّسُ بعينيكِ المُلثَّمَةِ بالشّقاوةِ
أُمارِسُ فيهما لهجَةَ الجُمُوحِ ..
تُدهِشُني ..
تُخبِرُني أنّه اكتِشافٌ ..
فأحتاجُ إلى دهرَينِ ..
دَهرٍ أُلَملِمُ فيهِ أنفاسي ..
ودَهرٍ أُنفِقُهُ على فَكِّ أسرارِ عينيكِ ...
يا ربَّةَ البضِّ الأبيَضِ ..
لا نافذةً تُطِلُّ غيرَ صَدرِكِ ..
نهداكِ هفهَفاتٌ حارقاتٌ ..
اترُكيهما تَصنَعُ ما تُجيدُ ..
أنا أُحاوِلُ أن أَتَهجَّى نهدَيكِ ..
فَتَراني مِثلَ كسولٍ أُعيدُ وأُعيدُ ...
لُفِّي خصرَكِ النّحيلَ بكُلِّ الأجوِبَةِ ..
جسدُكِ مزوَّرٌ دونَ خصركِ
هو يُغري أصابِعي بالتَّعرِّي ..
وأصابعي منه يتلبَّسها الخَدَرُ ...
ساقاكِ لغةُ العُصورِ الأزَليّةِ ..
ثلجَهُما دافِئٌ ..
عديدُ فصولِ السَّنَةِ أربعةٌ ..
وهما الفصلُ الخامِسُ ...
إرفعي فُستَانَكِ الخَجُولِ قليلا" ..
اجلِسي ..
تابِعي اختلاساتي الجَسورَةِ ..
هي صاخبةُ الهُدوءِ ..
عَبَثيّةٌ ..
تُمارِسُ نَشأةَ التَّمرُّدِ..
تُرتِّبُ فَوضى حُضورِ رُكبَتيكِ
فتقولُ القُبلةُ وَيْحي ..!!
كيف سأحتَمِلُ حرارتَهما
يتراقَصُ نبضي .. 
يُلهيني ..
نَواعِمُهُما القاتِلةُ تَمُضُّ أجفاني
فأُعبِّدُ المَسافةَ إليهِما ..
أُصادِقُ الليلَ وأُعانقُ هاءَ التَّنهيدِ ....

من ديواني الثّالث: قوافلُ النّساءِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق