النبوءة السادسة...
بقلم : الشاعر إحسان الخوري
جِئتِ وفي عينيكِ فِكرة مِشْوارٍ
جِيدكِ يختال في مَسَّةِ الغنجِ
رائحة يديكِ رحيق النرجسِ
تحملين النبوءة السادسة لشفتيكِ
وتاريخ جميع شِفاه النساءِ ..
تزجِّين خصركِ ورجَّة الردفينِ
وفي قدمكِ صوت قهقهة الخُلخالِ ...
جئتِ لكي تشطرين حواسي ..
تُدخليني في شهقة السكونِ ..
تخطفي ظِلي من جسدي ..
تأسري بعضي داخل بعضي ..
تَنثري تعاويذ أنوثتكِ ..
وتُكثِري مِنها وتُزيدي ...
فأَجمعُ أنحائي ..
أُنهِرُ شجاعتي الفقيرةِ ..
أُمليء الفراغ الصغير ..
الفراغ بين شوقي اليكِ وعينيكِ
لأحكي قصص فؤادي المُتراكمةِ ...
سيدتي تفقدي أحمر شفتيكِ ..
إبدئي تَقبيلي ..
تابعي مشاوير قُبلاتكِ اليوميةِ ..
ظللي شبابيكَ الفجرِ ..
تابعي لمساتكِ السحريةِ
في كل أنحاءِ جسدي ..
وعلى الشفتين صَداها الآخيرِ
واتركي رائحة أنوثتكِ تفوحُ أُحبكَ
حين أُقبِّلُ للمرةِ الألفِ شفتيكِ ...
استمري بتقبيلي سيدتي ..
فللذكورة رائحة نبيذية تعشقها الإناث
وتتعطر بها الخارجات من آتون العشقِ
بَدِّلي الأحمر بجميع ألوانِ القُزحِ ..
وقبِّليني ...
غيِّري تسريحة شعركِ ..
إطلقيه يلفحُ العِشق المهزوم
أتركي عينيكِ تلمع بالأمنياتِ
في خواطر الغزل المهووسِ
إستأنفي جموح أنوثتكِ
فهديلكِ يمتدُّ زِحاماً ..
وإصهلي بهاءِ التنهيدِ ....
سيدتي ...
هل أخبروكِ أني أتخيَّلكِ على مهلٍ
في الليل أرسم شفتيكِ ..
وفي الفجر أُلوِّن خلاخيل قدميكِ
أُقيمُ لِطيْفكِ عرساً ..
يَدقُّ النبض عليه ويَطبلُ ..
وتحضرهُ نظراتي وهنَّ مُتَسمِراتٍ ....
هل أخبروكِ أن ملامح طيفكِ تهادت
ودخلت في رحم الأحلام ..
فأُهرِّبُ فؤادي من وشوشاتكِ
وأُدخلهُ في شهيق الجنونِ ...
هل أخبروكِ أن للبحر مد وجزر
وحكايا البحر حديث اسمكِ
تتجهد في جوف الموجاتِ ..
وتُدوزن الموج على خطوات قدميكِ ...
سيدتي ...
إقرائي في عيوني أحرف العشقِ
تَنضجُ فتنةً وتَنضحُ بالأريجِ ..
أو إلبسي فساتينك السوداءِ ..
تَمرَّغي في حزن النرجسِ الذابلِ
إسترجعي آخر دمعةٍ قبل الذهابِ
وإخلطيها بمسحةِ الحنينِ ..
وأجرعيها قبل ولادةِ الفراقِ ..
خمس مراتٍ في كل يوم ....
لأنني سأشرع بلمِّ شمل مفاتنكِ
أفتحُ صندوق أسرار الشمسِ
لأجد ظلكِ يُغطِّي كل أنحائي
رائحة ظل يديكِ على وجهي
بطعم مُحال النرجسِ ..
فأُقبِّلهما قُبلتين ..
ثم أزيدها الى عشْرتَين ...
أنثر الشوق على أجفاني
أنتظرُ ..
يَنتظرُ كأسي ..
يَنتظرُ الليل مُتسمراً في القمر
أما أنتِ فلا تكونِ حيث أنا أنتظرُ ....
من ديواني الثالث : قوافل النساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق