لغتنا الجميلة
في علم العروض و القافية
في عيوب القافية و الوزن الشعري
البحث الثاني
" الردف و ألف التأسيس " .. حرفان من أحرف القافية
كنا تحدثنا في النشرة السابقة ، عن القافية و حروفها و حركات هذه الحروف وأكدنا على وجوب انسجام هذه الحروف - حركة و سكونا - في جميع قوافي أبيات القصيدة .. الخ ..
و نتحدث الأن عن كل من الحرف المسمى " الردف " و الحرف المسمى "ألف التأسيس" و متى يتوجب على الشاعر الالتزام باستخدام هذين الحرفين و الشروط اللازمة .. و العيوب التي قد تطرأ على القافية نتيجة سوء استعمالهما في القصيدة .
1- الحرف المسمى " الردف "
فبعد أن تعرفنا على حروف القافية .. و تعرفنا على ما يسمى " الروي " وأنها – أي أحرف القافية – تبدأ من الحرف الذي يسبق أخر حرف ساكن قبل حرف الروي , فان الحرف المسمى " ردف " هو الحرف الذي يردف حرف الروي بين حروف القافية ، لذلك تم تسميته " الردف " وهو الحرف الصوتي المصمت الذي يقع قبل حرف الروي بشكل مباشر .. أي أنه أردف الحرف المذكور ..
فهو اما أن يكون ألفا .. أو واوا .. أو ياء مثال على ذلك :
قول المتنبي :
و خير مطي في الدنا سرج سابح ... و خير جليس في الأنام كتاب
و بتطبيق المبدأ الذي كنا ذكرناه في المقال السابق حول أحرف القافية فان هذه الأحرف هي " تاب " باعتبار أن الألف هو آخر حرف ساكن و ما قبله هو حرف الباء .. و الألف هنا و هي حرف صوتي مصمت .. فهذا الحرف هنا هو ما يسمى بـ " الردف " و هو الذي جاء قبل حرف الروي الذي هو حرف الباء بشكل مباشر .
أمثلة أخرى :
قول المتنبي
ما لنا كلنا جوٍ يا رسولُ ... أنا أهوى و قلبك المتبولُ
كلما عاد من بعثت اليها ... غار مني و خان فيما يقولُ
و اذا خامر الهوى قلب صبٍ ... فعليـــه لكل عين دليـــــلُ
كلما عاد من بعثت اليها ... غار مني و خان فيما يقولُ
و اذا خامر الهوى قلب صبٍ ... فعليـــه لكل عين دليـــــلُ
ففي الفظتين الأخيرتين من البيتين الأولين " المتبول و يقول " .. نرى أن أحرف القافية هي " بول " في البيت الأول و " قول " في البيت الثاني . باعتبار أن حرف اللام هو حرف الروي ، و فبله جاء حرف الواء الساكن , الذي جاء قبله مباشرة حرف الباء في الييت الأول و القاف في الثاني .
في هذه الأحرف نرى أن حرف الواو المصمت هنا هو الحرف المسمى " الردف " حيث جاء قبل حرف الروي بشكل مباشر
و قد يكون هذا الحرف ياءً .. أيضا
و قد يكون هذا الحرف ياءً .. أيضا
مثال ذلك البيت الثالث في القصيدة نفسها , حيث تقصدت أن آتي بالمثال من نفس القصيدة و هو البيت التالي :
و اذا خامر الهوى قلب صبٍ ... فعليـــه لكل عين دليـــــل
هنا نلاحظ ان حرف الياء المصمت . هو ما يسمى " الردف "
2- في استعمالات أحرف الردف :
قلنا ان الردف اما أن يكون ألفا .. أو ياءً .. أو واوا ...
فاذا كان " الردف " ألفا .. كما في المثال الأسبق في لفظة كتاب .. فلا يجوز قلبه في باقي الأبيات الى ياء أو الى واو ..
و العكس صحيح أيضا .. فاذا كان هذا الحرف ياء او واوا .. فلا يجوز قلبه الى الف في باقي أبيات القصيدة
و العكس صحيح أيضا .. فاذا كان هذا الحرف ياء او واوا .. فلا يجوز قلبه الى الف في باقي أبيات القصيدة
و يجوز قلب الواو الى ياء ..أو العكس أي قلب حرف الياء الى واو .. كما شاهدنا في أبيات المتنبي الثلاثة الأخيرة
اذن فان الألف لا تقلب ياء أو واوا .. و لا الياء أو الواو لا يجوز قلبهما ألفا .. و يجوز القلب بين الياء و الواو كما في قول المتنبي في الأبيات السابقة .. حيث نلاحظ الألفاظ
ما لنا كلنا جوٍ يا رسول ... أنا أهوى و قلبك المتبول
كلما عاد من بعثت اليها ... غار مني و خان فيما يقول
كلما عاد من بعثت اليها ... غار مني و خان فيما يقول
ثم البيت الثالث نرى كيف قلب الواو .. ياءً
و اذا خامر الهوى قلب صبٍ ... فعليـــه لكل عين دليـــــل
3- في ألف التأسيس
حرف التأسيس لا يكون الا ألفا .. و هو حرف الألف المصمت الذي يأتي قبل حرف الروي بحرف واحد .. في حين أن الردف يأتي مباشرة قبل حرف الروي .
مثال : مراكب .. قبائل .. جداول .. جدائل ... الخ ..
فاذا جاء هذا الحرف في البيت الأول من القصيدة .. فعلى الشاعر أن يستمر في باقي الأبيات على منواله .. و لا يكون حرف التأسيس واوا و لا ياء .. و الا اعتبر هذا الحرف كباقي احرف القافية ..
فاذا كان البيت الاول مؤسسا . يجب الاستمرار كذلك . و الا أصاب القصيدة عيب في القافية ..
مثال على أل التأسيس .. قول النمتنبي :
على قدر أهل العزم تأتي العزائم .. و تأتي على قدر الكرام المكارم
و تكبر في عين الصغير صغارها ... و تصغر في عين العظيم العظائم
و تكبر في عين الصغير صغارها ... و تصغر في عين العظيم العظائم
انظر الى الألفاظ : العزائم في صدر البيت الأول.. و .. المكارم ..و العظائم في عجزي البيتين المذكورين
...
...
أرجو أن اكون قد وفقت في ايصال المعلومة
مع تقديري و احترامي
مع تقديري و احترامي
...
خالد خبازة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق