..........السابقون ــ السابقون..........
كانوا في خندقٍ واحدٍ على ثغرٍ من الثغور وكان الليلُ شديد البرودة والمطر ينهمرُ بغزارةٍ كالقرب المهترئة.والماء يسيلُ من تحت أقدامهم فلا يستطيعون الجلوس البتة وفي هذه الأثناء انفجرت فوق رؤسهم قذيفةٌ حاقدةفحلّقت أرواحهم باتجاه عرش الرحمن
فقالت القصيدة :
مرّوا على جسدِ القصيدةِ
مثل أسرابِ الحمامْ
مرّوا كعطرِ الفجرِ
ما بينَ الحقيقةِ والظلامْ
وتزاحموا قُبَلاً
على شفةِ الكلامْ
مرّواابتساماتٍ تودعُ بعضها
وتشفّ مثل الضوءِ
ما بين الزحامْ
أنا لم أراهم قِيلَ لي
أنّ السماءَ تزينت
لقدومهم
لمّا أفاقوا من مطارحةِ الغرامْ
كانوا كزهرِ الأقحوانِ
تناثروا بينَ الصخورِ
كأنّهم غيثُ الغمامْ
أرواحهم مثل الفراشِ
على رحيقِ الخلدِ
تفرشُ كي تنامْ
كانت بنادقهم
عرائسهم
وكانوا
يرحلونَ بحسنها
نحوا الأمامْ
وضعوا مناياهمْ
كطعمِ الخبزِ
فوقَ أكفهمْ
وتسنّموا
رأسَ السنامْ
ماتوا وما ماتوا
لأنَ اللهَ
أصدقنا الكلامْ
هم تحتَ ساقِ العرشِ
باتوا
في سلامْ
بقلمي
عبدالسلام محمد علي الأشقر
أبوشيماﺀ الحمصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق