الأربعاء، 13 يوليو 2016

وطني الجريح بقلم الشاعر الكبير طارق صادق التميمي

وطني الجريح
ريــح أتـت
صفـراء من خلف البحــار
واستبدت في بلادي
دون قيــد وشعـــــــار
واتت كل المــآسي
وقوانيـــن الدمــــــار
وطني جريح سادتي
وبه ظـــلام واندحـــار
كيف الخلاص من الوبى
والداعشين بلا خيـــــار
والكل شاهر سيفــه متربــص
لا يكتفي حتى الفــــرار
وترى العــدو مدمـــراً
كل المباني والقصــــور
أين الأخوة بيننـــــا
أين المحبة والسرور
بكـت الليـالـي والدمـــوع
كأنهــا وجع السنين
ثكلى تئن بقســوة
في ظلمــة الليــل الحزيــن
بغــداد ضاعــت
في أزقتهــا الحيـاة
فســكون وخــراب وممــات
خـوف يــدب بأهلهــــا
والكل يأمــل بالنجاة
ودعـوا العــراق وشعبــه
فالظلم يفتك بالعبــاد
بلد الرشيد مفاخر
وبه تراث السندبــاد
هيهـات يجمــع شملنــا
بعــد التناحـــر والفســاد
كــل يســوم لحزبـــه متملقــاً
نهــب وسلــب واجتهـاد
أيـن الشهـامـة فيكم يا ساستي
أين المــرؤة والحـــداد
دمنـا يسيــل وأنتـم
كالنـار تلتهــم الحصــاد
أموالنــا في حصنكــم
مرهونــة
لا نـدري ما أكـل الجــراد
شعب يجــوع بجنـــة
وبظلــه ينمـــو العتــــــاد
وهنـا مشاريــع الهــــــــوى
مخصوصـة
من غيــر تنفيــذ تبــــاح
مـاء ونــور لا تـرى في بيتنــا
والعيــش أمســى في بــلادي
بالســلاح
أسفـي على من يستهيــن بموطـنــي
أسفي على تلك الجــراح
يا قبلــة الدنيـا ووحي جمالها
يا شعلـة الأمجــاد
يا رمــــز الوفـــــــــاء
وطنــي عـــروس الرافديــن
وتاجــه
وطني تراث الأنبيــاء
ستظـل بغــداد العزيـزة تعتلـي
وتظل صامــدة المعـــالي
كالســـماء
وتعـود أرضــي
والتـراب أشمــــــــه
وتـزول أرتـال العــدو
فهــم وبــــاء
وتعــود أفـــراح الليــالي كلهـــا
ويعـود أهـلي من ديــار الغربــاء
متوحــديــن بلا جفــــــــــــاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق