الاثنين، 12 ديسمبر 2016

جاهليَّة معاصرة بقلم زكية شاويش

جاهليَّة معاصرة
الهاربونّ على طريقٍ شائكٍ ___والجرف تحتهم ، بدت أنواءُ
من ذا يحاولُ منع سقطتهم إذا___ ما يلتوي دربٌ وبان رجاءُ
واشتدّت الرِّيحُ العقيمُ بغفلةٍ ___ ودنت إلى كُلِّ الرُؤى ظلماءُ
وتحلَّقت من فوقهم غيماتُ مَنْ__ بالكفرِ والإلحاد كان مضاءُ
هذي الجهالةُ في جميعِ عصورها___ أرست قواعدَ .. فالحياةُ عناءُ
قد كان قومٌ يعبدونَ حجارةً ___ والهارفونَ بِحِكمةٍ أحياءُ
والهالكونَ بمنطقٍ وحضارةٍ___ والمرجفونَ بنارهم قرناءُ
والرَّاصدونَ لكوكبٍ بحفاوةٍ___ والشَّمسُ تُعبَدُ والنُّجومُ علاءُ
في كُلِ مصرٍكانَ عصرُنبوَّةٍ___ يهدي الخلائقَ والقبولُ عناءُ
ويحِلُّ قصمٌ للَّذينَ تنكَّبوا ___ دَرْبَ الصَّوابِ وجُلُّهم أعداءُ
والحقُّ منتصرٌعلى طول المدى___ واليأسَ من إبليسَ سنَّ دهاءُ
ما زال يلعَبُ بالعقولِ وتارَّةً ___ يلهو بأموالٍ جرى إقصاءُ 
في الشَّرقِ حرقٌ للبنوكِ مُغربلٌ___ والغسلُ للأموالِ فيهِ شفاءُ
يربو بأموالِ الغَنيِّ ليُبتَلى ___ مَنْ فقرُهُ همٌّ وزادَ بلاءُ 
وتراكمٌ للدَّينِ يلتهم الفضا ___ قد حلَّ في جوفٍ وبانَ هراءُ 
يا أُمَّةً للضَّادِ أكرمُكم جثا ___ للغربِ لا يُرضيهِ منهُ جفاءُ
فالحرصُ في ودِّ العدوِّ مذلَّةٌ___ ما كان في أجدادكم شركاءُ
أفلا ذكرتم من عدوٍ خدعةً ___ والغدرُ من أكنافِهِ شوَّاءُ
أجرى مذابِحَ في بلادٍ ما بها___ جيشٌ وقد جُرَّت بها أشلاءُ
كانت جرائمُ يقشعرُّ لهولها ___ وحشٌ وطار بريحها إسراءُ
أفلا ذكرتم عِزَّ أجدادٍ بنوا___ مجداً تليداً يرتقيهِ قضاءُ
بالعدلِ قد حكم الأُولى وتربعوا___ عرشَ العلومِ وللفهومِ كفاءُ
كانت رسالةُ خاتمٍ رفعت بهم ___ أُمَمَاً فجادَ لهم بها شرفاءُ
وجهادُهم أرسى مبادىءَ عفَّةٍ ___ إن بالحلالِ وللحلالِ سقاءُ
مرَّت قرونٌ من ذراها نستقي___ جُلَّ الشَّريعةِ .. بلََّغَ الأُمناءُ
واليومُ ذكرى مولدٍ لمن ارتضى___ حكمَ الإلهِ وفي السَّماءِ لقاءُ 
قد بلَّغَ الثِّقلينِ ما أرضى بِهِ ___ مولاه عنهُ وفي الصَّلاةِ دعاءُ
تغييرُ أحوالٍ بعزمٍ إذ قضى ___ تبليغَ شرعٍ والدُّنى إغواءُ
صلَّى الإلهُ على الحبيبِ وألِهِ___ ما كان في الدُّنيا لهم إغراءُ
عدد الّذين بجهلهم قد سطَّروا ___ ظُلماً وكادَ العالمينَ جراءُ
الأحد 12 ربيع أوّل 1438 ه
11 ديسمبر 2016 م
زكيّة أبو شاويش _ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق