هذي الجراحُ الَّتي في الحرب نرقُبُها___ كم من شهيد رقى والعين تبكيه
لو كان يعلم أنَّ الحقَّ يرضيه___ قتلُ المنافِقِ مازادت أمانيه
فالبعد عن حربهم أرجى لمن علمت ___ أنّ الدِّماءَ الَّتي سالت سترديه
ماذا يُحَاذر حتَّى ينتهي خطرٌ ___ هذا أَخٌ فلماذا القهرُ يُدنيه
ضربٌ بلا رحمةٍ لو كان في حَجَرٍ___ يعلوه ماءٌ بأرض الصبر نسقيه
والخيرُ في حِرْفَةٍ إذ ترتجي وطناً___ أين السَّعادةُ ؟! والأحبابُ تُخْلِيه
يا درَّة لبلادٍ هل جرى سَنَدٌ؟!___ في حِق شعبٍ له دَيْنٌ فيسديه!
هبَت نسائم من شوقٍ لمن رحلوا___ طاروا إلى موطنٍ ..من قال يفريهِ
يأتون معركةً لا رحمةً عرفت___ يا للشِبابِ وكل النَّار تشويه
ماذا عليهم إذا ما غادروا وطناً___ إنَّ اعٍتزالا لقتلٍ كان يرضيه
لا يعرفُ الخوفَ إذ قد كان مُبتدئاً___ لو كان في خبرٍ شرٌّ سيعميه
هذي القواربُ إن تحمل له أملاً___ فالخوف قد يعتلي موجاً فَيُقصيه
إنَّ التوكُّلِ يُقصي كلَّ مُهلكةٍ ___ في غُربةٍ رمحت للذُّلِّ تُدنيه
تُجَّارُ حَربٍ رَأوا فيها منافِعَهم___ بيعٌ وربحٌ ونَهرُ الدَّم تُجْرِيهِ
يغترُّ مِنْ طَمَعٍ من لا أمانَ له___ والغِرُّ لا يرتجي إلا سواقيه
يا للرَّبيع الَّذي أضحى الخريفُ به___ جَردَ المناهل لا خيرٌ يعافيه
والكلُّ مُنتظرٌضرباً على عجلٍ ___ والأرضُ أنَت بشكمٍ قد تداريه
عيونُ أعدائنا كان الصَّديقُ لهم___ عيناً على حِبّه والأرضُ تُسفيه
يا ربِّ خلِّص شعوباً من خيانتهم___ أُلطف بشعبٍ يكادالموتُ يحييه
نورُ الطَّريقِ بحقٍّ قد ينازعه___ من قوَّةِ الغدر مايُشقي ويَبْرِيِه
في كلِ معركةٍ للحقِّ باطِلُهُ___ إنَّ القويَّ سعيدٌ حين يُنعِيه
يا للسَّلامِ إذا أفنى الشَّبابَ وما___ للحقِّ من عودةٍ والقطعِ يُصفيه
قد هان كونٌ لنا في عين من قُهِروا___ يرنون للنَّصرِ من ربٍّ سيُبديه
في يومِ مَوْلِدِ حِبِّ رُبَّما صدحت___ أطيافُ ودٍّ لنا والكُلُّ يأتيهِ
في كلِّ مهزلةٍ بعد النِّقاشِ غدا___ قرعٌ بأبوابِهِ لا شك يُفْنِيِه
لا حلَّ من عجمٍ يأتي ولا عَربٍ___ وزاد ضربٌ من الأعداء يُضنيه
من ينصر الحقَّ في أرضٍ مُحَرَّرةٍ___ في جوفها نفقٌ للحقِ يلويه
يا ربِّ ليس لنا إلّاَك مُنتصرٌ___ للحقّ من باطل يعلو ويُقصيه
صلَى الإله على الهادي فقدوتنا___ للخير في صلحٍنا شرعٌ سيكفيه
كلُ البرايا ومن ماتوا بلا وَهَنٍ___ ومن تولَّى لأحكام تُجاريه
يَرضَى القضاءَ من الأعداء إنْ صَبأت___كلُّ العقائد في نصرٍتؤدِّيه
الأحد 16 ربيع أوَّل 1437 ه
27 ديسمبر 2015م
زكيَّة أبو شاويش__أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق