الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

عرس الطبيعة بقلم فاتنة فارس

الفاتنه ✒عرس الطبيعه
عندما تتساقط أوراق الخريف علي باب الربيع مودعه
 تنحني بخجل ويحضن كفوف انوثتهن في حفيف الصمت.فاكهه كلامهن وأغصان ثيابهن المعلقه تدمع بالوداع. يرفع سور الحديقه عينه في نظره اخيره يلوح برموشه علي حلم ثمره اليقين الموسميه .
في هاله من الشموخ رغم التساقط الا أنها فتره استراحه محارب بعد معركه مضنيه تاه ما بين الفوز والخساره علي شفره
 الوجود واللا وجود وهكذا الحياه فصول متفاوته فرح وترح دمعه وابتسامه لقاء و وداع ضباب سرمدي يغمر سنا البرق الليلي
ها هو العشب ينذر بالانطفاء يصفر الاديم كل شئ يودع كيانه
سيدي الخريف الجميل يعلن نصف حياته ستحيط الاشجار الفتيه
باسرارنا براعم خضراء تلبس نفناف الطهر المهيمن وتختفي الجبال
في رخام  المرمر كنوم صافي يخبو الصخب مفجوع بشجيرات عاريه...تخجل الشرنقه فتدثرها أوراق التوت في انتظار معشوقها الربيع...
عندها تدب الحياه معلنه صرخه ولاده جديده من قلب الصخر تنبت ورده عروس تكللها ديباجه الكون تنفض عنها غبار الثبات القصري وتدب الحياه في جذور الامل وتزهو بريشه الاهيه تمجد الخالق
تخرج الفراشه من قوقعتها تفرد ظلها علي الحقول التي تنشد
 حصاد الخير الابيض فما أعظم الباري وما أبهى ما وهب
عندما تهطل دموع الندى وخلف كل دمعه بسمه تضوي الكون تتثاءب الروح رافعه يديها ملوحه بشال العطاء تعشوشب الجدران
وتنزع ثوبها الابيض وتلبس عباءه تجمهرت الالوان فيها
تصحو الشمس من غفوتها وتكشف عن وجهها نقاب الليل الدامس
تتوج الجبال والحقول باشعتها الذهبيه المتراقصه تيجان زمرديه
 كهرمانيه تسلب الألباب..تتألق عناقيد الدوالي وتعزف حناجر العصافير أعذب أغنيه رفة جناح علي وتر خرير السواقي والأنهار المنسابه تطبع قبلات ضوئيه علي خد حوريات أستكانت علي أسره مرجانيه
تبدأ أهازيج شجرات اللوز انه العرس المنشود عرس الطبيعه الغناء
الحسناء ...الله ما اروع مما لك الحسن
 بقلمي فاتنه فارس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق