جِئتِ مِنْ الشَّامِ مِنْ أرضٍ مباركةٍ
ومن فلسطينِ يسري حُبُّها بِدمي
وهُدْهُدُ الحقِّ يدعوني إلى مَدَد ٍ
شَطْرَ العِراقِ بقلْبِ العاشِقِ النَّهِمِ
هَذا العراقُ كنسْرٍ رفَّ خافِقهُ
بالرَّافدينِ شموخُ الرأسِ والعَلمِ
ليطلقَ الحقُّ من بغدادِ منعَطَفاً
ومن رُبى الشَّامِ أرضِ الجُودِ والشِّيَمِ
ليكتبَ اللهُ أمراً عَلَّهُ قَدَرٌ
ليغسِلَ الأرضَ من آفاتِها الرِّمَمِ
مازلتُ استجلي الأنباءَ عن بَلَدٍ
تحاملتهُ أيادُ الجَهْلِ والسَّقَمِ
قدْ كنتُ واعدتُ شَمْساً تستفيقَ غداً
فالبسوها حِجاباً حَالِك الظُّلَمِ
وطالما اسبلَتْ عيني على وطنٍ
واليومَ ابكيهِ من رأسي إلى قَدَمِي
تصَحَّرتْ في بلادِ الرَّمْلِ محْبَرَتي
تخثَّرَ الحَرفُ في زُمَّارَةِ القَلَمِ
تكتظُّ بَيْنَ الحَنايا الفُ مُحْزنةٍ
وألفُ مبكاةِ مِنْ حُزنِي ومِنْ ألَمِ
تحشرَجَ الشِّعْرُ في حَلْقِ الخَوا تعباً
وكنتُ أشدوهُ قبلَ اليومِ مِلْءَ فمي
هو السّرابُ الذي سادتْ حضارتهُ
على العيونِ مراياتٍ من العدمِ
هو الظَّلامُ الذي قدْ كانَ مختبئاً
في كهفِهِ من زمانٍ ضاربِ القِدَمِ
هي الرِّياحُ التي هَبَّتْ مُبَعثِرَةً
نورَ الحياةِ بموتٍ غيرِ منتظمِ
هو الفناءُ المُغالي في غوايتهِ
معذِّبُ النَّاسِ فرعونٌ بلا هَرَمِ
هو السَّوادُ المُسافِرُ في مشاعِلِها
هو الشَّتاتُ المشظِّي كلّ مُنقَسِمِ
هي الغُوايَةُ في أعتى مَجاهِلها
هو الخَنَا المُنطوي في حِقْدِ مُنتَقِمِ
هو الزَّمانُ الذي مازالَ متكئاً
وسادنيهِ يرونَ اللهَ في الصَّنَمِ
إهداء للشاعرة الغلسطينية
هدى مصلح النواجحة ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق