السبت، 2 يوليو 2016

هي الدنيا بقلم الشاعر الكبير زكريا الشبلي

هي الدنيا...بقلمي ..زكريا الشبلي...البحر الوافر..
إذا أدركت أن العمر فان ***
عداك الجهل والعقل استقاما
وما أخطأت إن أبديت صمتا ***
وجل الخلق قد ألفوا الكلاما
طباع الناس ما كانت سواء ***
وما كانوا كراما أو لئاما
بل افترقوا إلى حر وعبد ***
تحروا النبل واقتسموا اقتساما
فمنهم إن لجأت إليه شهم ***
ومنهم في الشجاعة لن يضاما
ومنهم عاقل يبدي وقارا ***
ومنهم جاهل جهل المراما
ومنهم سيد لا يخش أمرا ***
ومنهم تابع وضع اللثاما
ومنهم شامخ يعلو لنجم ***
ومنهم صاغر يهوى الرجاما
ومنهم ناصح يهدي سلاما ***
ومنهم حاقد كره السلاما
ومنهم وادع يفتر طفلا ***
ومنهم ظالم سل الحساما
*****************************************
هي الدنيا لطالبها تعالت ***
وزاهدها يبادلها الخصاما
وقد تزهو بمال أو بنين ***
لبعض الخلق تنسجم انسجاما
وقد تدنو إلى يتم وفقر ***
مع الآهات تلتحم التحاما
رأيت الناس في حب وكره ***
إلى الدنيا إذا قسموا الأناما
ولكن جلهم في الحب كانوا ***
لدنيا اللهو يحتكموا احتكاما
وما زهد الحياة إلى حريص ***
سوى زيف ولو ترك الطعاما
يعاف العيش إن جاؤوه دوما ***
وإن خلوه يلتهم التهاما
وما عجبي من الدنيا ولكن ***
عجبت لذاك يختصم اختصاما
وبعض الناس قد ضلوا ضلالا ***
فما أبقوا حلالا أو حراما
يظنون الحياة إلى خلود ***
وقد جهلوا القيامة والقياما
*******************************************
بني لما أراك على ضلال ***
وما صليت أو رمت الصياما
ولا حب المساجد همت فيه ***
ولا أصبحت شيخا أو إماما
فرحت إلى دروب اللهو تلهو ***
وما أبقيت ذنبا أو غراما
أما تدري بأن الله ند ***
لأهل الكفر ينتقم انتقاما
وتلك جهنم فيها جحيم ***
بأمر الله تضطرم اضطراما
ويوم الحشر ذو شأن عظيم ***
ترى الأهوال تحتدم احتداما
فخلق الله قد جاؤوا جميعا ***
بأمر الله يزدحموا ازدحاما
ومن هول المقام ترى أناس ***
تمنوا النار منجا أو مقاما
وتحسبهم بما لاقوا سكارى ***
وما كانوا وما عرفوا المداما
ويرتقبون أن يأتي كتاب ***
وقد أملوا يمينا أو أماما
فإن كان اليمين أتوا ببشرى ***
وإن كان الشمال أتوا حطاما
*********************************************
بني دع السفاسف واجتنبها ***
ولا تأتي الخصومة والرجاما
فإن ألقوا إليك الجهل سهما ***
فأنت الصلد تقتحم السهاما
وحسبك في رسول الله حبل ***
فلا تنساه واعتصم اعتصاما
فما جاء الرسول فذاك حق ***
وما ينهى الرسول هو الحراما
وآل البيت قد كانوا كراما ***
فلا تنس الصحابة والكراما
ومن أهل الصلاح هناك قوم ***
إذا بوركت فيهم لن تلاما
بني إلى طريق مستقيم ***
عسى ربي يبلغك المراما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق