الخميس، 23 مارس 2017

نبذة عن همزة السلب: بقلم الاستاذ حسن منصور


نبذة عن همزة السلب:
 أما الصيغتان العربيتان للنفي بواسطة إضافة مقطع إلى الكلمة فهما (زيادة همزة السلب في أول الكلمة، وزيادة التضعيف)، أما همزة السلب فهي مقطع صوتي مؤلف من الهمزة والفتحة، ومثالها: (شفى ـ أشفى) ووزنها (أفْعَلَ). ومثال التضعيف: (أثِمَ: تأثَّم) ونلاحظ أن التضعيف اقتضى زيادة تاء مفتوحة في أول الفعل، مع تضعيف عين الفعل، فأصبح وزنها (تَفعَّل)، أي أننا أضفنا مقطعين للكلمة.
 والشيء الذي لفت انتباهي منذ مدة طويلة هو قولهم: (أعذر من أنذر) حيث كنت أقف أمام هذه العبارة وخصوصاً أمام كلمة (أعذر) وأجتهد في معرفة معناها ولكن دون أن أقتنع بما يصل إليه ذلك الاجتهاد، إلى أن قرأت في كتاب (لا أتذكر اسمه لطول العهد) قوله: أشَبَّ الثوْرُ أي أسنَّ أو هرم، وهذا المعنى مكتسب من همزة السلب. فأعجبني ذلك وأخذت أحاول تذكُّر كلمات تشبه (أشبّ) فخطر على بالي (أعْذَرَ من أنذر) ولم يعد خافياً أن كلمة (أعذر) معناها سَلبَ أو أزال العذر، فأنت تنذر خصمك بأنك ستقاضيه إن لم يعطك حقك بعد مدة محددة، وبهذا يكون عذره قد سقط بعد أن أخبرته بما تنوي فعله، فتكون كأنك سلبت منه عذره (أو حُجَّته) أو نفيته عنه أو جرّدته منه. 
 ونظراً لطرافة هذه الهمزة، وأحياناً التباس الأفعال الموجودة فيها بأفعال مجردة منها فقد اخترنا بعض الأفعال المنفية بدخول همزة السلب عليها: 
تَرِبَ: افتقر. أترب: استغنى، غنيَ. ثلَلْتُ: أفسَدْتُ. أثْللتُ: أصلحت 
جار عليه: ظلمه. أجاره: حماه من الظلم.
خَذِمَتْ النعلُ: انقطعت عُرْوَتُها وشِسْعُها. أخْذَمْتُ النعلَ: أصلحت 
عروتَها وشِسْعَها. خفَرَ (العهدَ): صانه. أخْفرَهُ: نقضه
شبَّ: صار شابّاً. أشبّ (الثورُ): أسَنَّ أو هرم.
 شفى الله العليلَ: أذهَبَ مرضَه أو رَزَقه بالشفاء. أشفى العَليلُ: امتنعَ شفاؤُه وذهب. شكا: تألّم. أشكاه: أزالَ شكواه.
 صرخ: صاح، استغاث. أصْرَخَه: أزال صراخ المستغيث (أي أغاثه). قال تعالى : (ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ) [إبراهيم:22].
عتِبَ (عليه): لامَه. أعْتبَهُ: أزالَ عَتْبَه حتى يرضى.
من الأدعية النبوية المعروفة: (... ولك العُتْبى حتى ترضى) 
عَجُمَ: صَعُبَ أو أُبْهِمَ. أعجَمَ (الكتاب أو الكلام): أزال عُجْمَته. 
عَذَرَه: قبل حجَّتَه. أعْذَرَه: أبْطلَ حُجَّته. 
عقلَ (البعيرَ): ثنى وظيفَهُ إلى ذراعِهِ وشدَّهُما بعقال.
(الوظيف: الجزء الدقيق من الذراع أو السّاق من الخيل والإبل وغيرها)
أعْقَلَ البعيرَ: فك عقاله. 
فاق بنفسه فُؤوقاً وفُواقاً: إذا كانت على الخروج، أو مات أو جاد بها. 
الفُواق: الذي يأخذ المُحْتَضَرَ عند النَّزع.
أفاق من مرضه: رجعت الصحة إليه، أو رجع إلى الصحة، كاستفاق. (القاموس المحيط). 
قَذِيَت العينُ: كان بها القذى. أقذى العينَ: أزال منها القذى.
قسَطَ: ظلَمَ. أقْسَطَ: أزالَ الظلمَ، عدَلَ
قال تعالى: (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباً) [الجن:155]. وقال أيضاً: (...إن الله يحبّ المُقسِطين) [في المائدة والحجرات والممتحنة]. 
كبّ الرجلَ على وجْهِه ولوَجْهِه: صَرَعه. 
 أكَبَّ عليه: تجانَأ َعليه يَقيهِ. [جَنَأ جُنوءاً: انحنى ومالَ. كذلك: تجانأ عليه: أي انحنى ومال عليه، أكبَّ عليه].
 لا: تفيد النفي. كقولنا: لا يفوز الكسول. ألا: لاستفهام العرض التقريري وتفيد الإثبات، ومثالها قولنا: ألا يغفر الله للمؤمنين؟
نشَطْتُ البعير: عقدتُ أنشوطَتَه (وهي نوع من العقد). 
أنشطْتُه: فككْتُ أنشوطَتَه. 
والله تعالى أعلم. 
الشاعر حسن منصور
[مقتطف من موضوع بعنوان (همزة السلب) في كتابي: (في ظلال فقه اللغة) ص1644ـ دار أمواج للطباعة والنشر والتوزيع ـ ط1ـ 2015م ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق