الخميس، 30 مارس 2017

أنى لبناءِ الله ِأنْ يُهدمُ بقلم ستار مجبل


أنى لبناءِ الله ِأنْ يُهدمُ 
..............
معَ نزيفِ العشقِ
تجلسُ على عتبةِ الانتظارِ
تترقبُ خطا جليلةُ يعلوها الوقارَ
ولم يأتي
بين هنيهة وهنيهة
تقفُ أمام نافذةِ غرفةٍ تخبئ القلقَ
تحدقُ في الظلامِ المحدقِ بالمكانِ
علَّ نورهُ يبزغُ من عينِ العتمةِ
تتركُ البابَ مواربا يصفقُ نفسه
تقفُ في قفرِّ شاسعٍ
رايةٌ تخفقُ يُحيطها الفراغَ
وليس جحافلٌ تذودُ عنها أمام زحفِ الخوفِ
المتربصُ في الظلامِ
ظلتْ واقفةً وظلها مستلقٍ على الأرض
يأكلُ من دمِ ساقيها الانتظار
عيناها تسمعُ قعقعةَ السماءِ
حين تقومُ الشمسُ منْ مَخدعها
يحتضنُ قلبها نورها ويتدفأ
قبل أنْ يُرفعُ آذان المآقي
اُمانٌ التقتا تنعيان الفقد بلا بكاءٍ
يفيضُ حزنُها على دمعِها
يختزنُ الألمُ نفسه في زوايا
قلبها المضطربِ بين أطباقِ الأحزانِ
يا بن الأرض
كيف لعينيَّ
أن لا تبكي فراقَ جمالا فاتنا
وألما يسكنُ اضطراب الصدر
ويمخرُ الحزنُ سفنهُ في بحارِ الفرحِ
والشمس تسكبُ دمها في الأفق
يا بن الطين
سأبقى لك قلبا رحما
حضنا ومهدا
و لن يكون قلبي لك أبدا...... قبرا
قد وهبَ موتُك الحياةَ .........حياةً
حائكا عاريا  يُلبِسُ 
بحار جائعا لا يأكلُ من البحرِ
محزونا يقتاتُ حزنا
لكنْ يبقى يملئكَ الفرحُ
ولا يغسلُ وجهك ألا المطرُ
يا بن الترابُ والماءُ
قد غنيتَ أنشودةً ليس لحريتها قيودٌ 
ترفرفُ أنغامها من روحٍ الى روحٍ
من جبلِ الى واديٍّ
من خصيبٍ الى بوادي
ظَلَّ دمك المراق صدعٌ في الأرض
تنزل السحب له مدرارا وانهارا
فلا يُجرفُ الدمُ المهروقِ عن نحرك
لا يُحسرُ الفرحُ عن جبهتك
وفي هدئتِ الزمنِ تكلم الصمتُ
يُصدِقُ الظلامُ
هلمي لفيضِ الأنين
لا تسدلي الجفنين على الدمعِ الحزينِ
لا تحني القامةَ تحتَ هولِ الفجيعِ
قد عاش حرا
قد مات حرا
قد وصلَ حدودَ الحريةِ القصوى
و طرقَ أبوابَ الجنونِ
يا زائرَ بطني تسعا
يا متكئٌ على قلبي دهرا
يا مقيمٌ في حضني وترا
سيغدو دمكَ ينبوعَ 
امةٍ تولدُ من قاتليك
قد أمات قلبي غروبهم
فلم أقوى على الحزنِ عليكَ
ولِمَ الحزنُ أن كان موتكَ سيأتي بالربيعِ
وان الصبرَّ لابدَ نازلٍ اليَّ على فراقك 
وإن كان موتك جنايةَ قاتلٍ
فسأشكو لله دم حزني ودمك المهراقِ
وتبقى أنت بناءَ الله
و أنى لبناءِ الله ِأنْ يُهدمُ
ستنتصرُ محبةَ قلبكَ على بغضِ قلوبهمْ
ويغفرُ دمك للسيفِ الملعونِ
ويدعو أن ربي أغفر لهم
أنهم لا يعلمون ما يفعلون
أنهم لنورِ الشمسِ منكرونَ
لأن قلوبهم استمرئتْ السُكنى في الظلامِ
( ستار مجبل طالع 20177 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق