الخميس، 23 مارس 2017

هِيَ الأَرضُ مَوعِدُ سِربِ الغَمام النَّدِيِّ بقلم سليمان دغش

هِيَ الأَرضُ مَوعِدُ سِربِ الغَمام النَّدِيِّ
ومَوعِدُ سِرْبِ اليَمامِ الهَديلُ
وَلا شَيءَ يَحْمي السُّلالةَ
في سيرَةِ القَمْحِ حينَ تَجِفُّ السَّنابلُ في قَبضَةِ الصَّيْفِ
إِلاّ الحُقــــــــــولُ
فَلا تُمْسكِ الريحَ مِنْ ذَيْلِها 
وكُنْ أَوَّلاً في انْدِلاعِ العَواصِفِ
إِذا احتَدَمَ الغَيْمُ 
في ماءِ روحِك 
 فالبَرْقُ فيكَ الدَّليــــــــــلُ

سَيُدْرِكُ سِرْبُ العْصافيرِ حينَ يُطِلُّ 
 عَلى لَثغَةِ الماءِ 
في شَفَةِ النَّهرِ
أَنَّ الرَّسائلَ قد بَلَغَت أَهلَها
في بَريدِ الغَمامِ المُسَجَّلِ
فانتَظَروا
واثقينَ مِنَ النَّهرِ
 أَنْ لا يُغيِّرَ مَجْراهُ أَنّى يَسيــــــــــلُ !

فَهَلْ عَلَّمتْهُمْ خَطيئَةُ قابيلَ دَرْساً
بأنْ لا يُواري الخَطيئَةَ
 إِلاّ غُرابٌ نَبيــــــــــلُ

أُحِبُّكَ يا ذا الغُراب الشقِيّ
لماذا اتُّهِمتَ بما ليسَ فيكَ
وَماذا فَعَلتَ بليْلِ جَناحَيْكَ
حَتّي يُعيبَكَ هذا السَّوادُ الجميلُ !
لَكَ الأَرضُ فادْرُجْ كَما شِئتَ فَوْقَ ثَراها
وحَلِّقْ بَعيداً بَعيداً
إِذا ضَجَّتِ الأَرضُ بالسّوءِ
 في نَسْلِ آدَمَ 
كَمْ سَوْءَةٍ سَوْفَ تُخْفي
وُكَمْ سَوْءَةٍ سَوْفَ يَفضَحها في غِيابِكَ
هذا 
الرَّحيلُ 
 الطَّويــــــــــلُ ؟!

هِيَ الأَرضُ حاضِنَةُ الدَّمِ 
والإثمِ...
والغَمِّ
والهَمِّ
والحُلْمِ
يا شُهداءُ فلا تَبرحوها
فمَنْ يا تُرى يُؤنس الأَرضَ
 إِنْ غابَ عَنها النَّخيـــــلُ..؟!

سليمان دغش
 (وصايا الريح)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق