الثلاثاء، 28 مارس 2017

السِّحر الأسود بقلم زكية ابو شاويش


بحور الشِّعر وافرها جميلُ___ مفاعلتن مفاعلتن فعولن
السِّحر الأسود ________البحر الوافر
يمرُّ العمرُ قد ننسى سنيناً ___ ولم نذكر بها حِبَّاً يلوفُ
وقد تصفو ليالٍ في شتاءٍ ___ وبردٌ قد يصادقُهُ العيوفُ
فكلُّ المغرياتِ بدت سراباً ___ بكلِّ تأفُّفٍ تعلو أُنوفُ
إلامَ العيشُ في وسطٍ كريهٍ ___ومن حول النِّفاقِ بدت رُفُوفُ
عليها كُلُّ كاذبةٍ وسحرٍ ___يُقرِّبُ ما تُزانُ بِهِ الحُتُوفُ 
وأشكالُ المنايا في قميصٍ___ يطيرُ بِهِ الهواءُ لهُ صَرُوفُ 
يصُدُّ الودَّ من بين الحنايا ___ بأعداءِ الهوانِ لَهَتْ صنوفُ
تجرُّالخوفَ من قلبٍ ضعيفٍ ___فيحسو دربُهُ عُرفاً يطوفُ
على دار الهناءِ جنت خيولٌ___ تدوسُ الآمنينَ وهم ضيوفُ
ذروني فالظَّلامُ بدا كثيفاً ___ولا رؤيا ولو جادَ العطوفُ
وكُلُّ شموعُ ودٍّ لانطفاءٍ ___إذا حلَّ الخسيسُ لهُ دفوفُ
لوهمٍ قد يُريقُ دماءَ وجهٍ ___ ويُصلي ما جنت طمعاً كفوفُ
يُكلِّفُ صاحباً عملاً دءوباً ___ وينأى بالقليلِ بِهِ رؤوفُ
ترى وصلاً لمن قد كانَ فظَاً ___ لهيبتهِ دنا ولهُ أَلوفُ
وجفنُ العينِ في صلفٍ سيرنو___ إذا شدَّ العيونَ لهُ أُلوفُ
ولو كان الجمالُ لهُ ضلوعٌ ___ لرانَ على النَّوى صبرٌعزوفُ
وبنتُ البَرِّ تنبو بامتعاضٍ ___ عن الظُّلاَّمِ .. في جوفٍ كهوفُ
تُخَبِّىء عَزْمَهَا عن كُلِّ قاضٍ___ بإهلاكٍ .. فلا صَبَأت كَلُوفُ
تعودُ إلى ديارِ العُرفِ لمَّا___ تقاسَمَ أُخوةٌ .. للشَّرِّ طوفوا
بإقرارٍ لمُغتَصَبٍ ذليلٍ ___على أرضٍ لها أهلٌ رُجُوفُ
وطاهِرُ ذَيلهِ قد شدَّ عزماً ___ لطردٍ من ديارٍٍ من يَعُوفُ 
ألا إنَّ الحقوقَ لها قويٌّ ___ وفي آنٍ يكونُ لها قُطُوفٌ
وصبرُ الغارمينَ على جفاءٍ___ يبدِّدُ حُلمَ أوهامٍ تَهُوفُ
على وجعِ الكلامِ مضت حروبٌ___وبادّ بهَولِهَا جَمٌّ شَغُوفُ
وسالت في البطاحِ دمٌ لحُرٍ___ ولا شرفٌ تحيقُ بِهِ ظروفُ 
ألا مِنْ عالمٍ لِطباعِ خلقٍ ___ يهَدِّىءُ روعَ  من نهشتْ خَطُوفُ 
صلاةً للَّذي أجلى يهوداً ___ وكانَ بسحرِهم مشطٌ وَصُوفُ
بأعدادِ الَّذينَ قضَوا بسحرٍ___ وتفريقُ الأحبَّةِ .. ما يَنُوفُ 
الأربعاء 23 جمادى الآخرة 1438 ه
22 مارس 2017 م
زكيَّة أبو  شاويش_ أُم إسلام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق