السبت، 25 مارس 2017

رباطُ الحُبِّ أُمّي بقلم أحمد عبد الرحمن آل أحمد

رباطُ الحُبِّ
أُمّي 
(أربع سنوات على رحيلها )
 _______________________

تُسائلُني أُمِّي ، فكيفَ أُجيبُها ؟ .... وَتَعلَمُ أَحْوالي ، وذاكَ عَجيبُها ***
يُبَلِّغُها نَبْضي شُجونَ تَشَوُّقي .... كأنَّ عُيوني في جِناني رَقيبُها ***
تُناجي دمائي ، لوْ على البُعدِ ، قَلبَها .... لأنّي من البدْءِ البعيدِ حَبيبُها ***
تُسائلُني عنْ وَردِها وَرِياضِها .... إِذا لمْ يَزَلْ غيثُ السماءِ يُصيبُها ؟***
وتلكَ المُنى ما زالَ يَعلو سياجُها ؟.... وَهَلْ يَرتَوي عِلماً وَنوراً خَصيبُها ؟ ***
وبُنْيانُنا يَرقى بحُبٍّ كَعَهدِهِ ؟.... إذا الريحُ هَبَّتْ لا يُضيرُ هُبوبُها ؟ ***
وهَلْ دَربُكمْ لِلطَيِّباتِ نَقِيَّةٌ ؟.... فإنَّ نُفوساً أهْلَكَتها ذُنوبُها ***
تسائلُني أمّي ، فيا ليتَ أنَّنَي ..... بِدِفءِ رضاها كُلَّ حينٍ أُجيبُها ***
سَقَتْني معاني الحُبِّ والحُبُّ نُبْتَةٌ .... جُذورٌ شراييني وعشقٌ دُروبُها ***
وفي قَطَراتٍ مِنْ دِمائي دَفقةٌ .... وَكَوَّنَ جيناتِ النَقاءِ حَليبُها ***
ويأتي جُموحُ الموتِ يَسبي ضِياءَها ؟!.... فها هِيَ روحي ، نورُ أُمّي يَجوبُها ***
فما غَيَّبَ الموتُ القلوبَ وحُبَّها .... فها هو يعلو شَوقُها وَ وَجيبُها ***
نَقِيّاً كَنبعِ الماءِ يروي شمائلاً .... فَيَأتَلِقُ الإشراقُ يُحييهِ طيبُها ***
فأُمّي رِباطُ الحُبِّ تَسكنُ في الحَشا .... وتُشرقُ فينا ، لو أتاها غُروبُها ***
فقد حَفَرتْ في معدنِ الروحِ فِطرَةً .... تعالتْ إلى الآفاقِ عَرفاً طُيوبُها ***
أحمد عبد الرحمن آل أحمد
 ٢٠١٧/٣/٢٥

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق