همسة قلب...
.............
عيناكِ بحرٌ مَالَهُ شُطآنُ
وأنا الذي أبحرتُ دون شِراعي
لو كنتُ أعلَمُ أنَّ موجكِ هادِرٌ
ما كنتُ أهجرُ قريَتي ومتاعي
في ليلةٍ والشوقُ يملأ جُعبتي
ثارت لَوَاعجُ مُهْجتي وصِراعي
والبعدُ أشعَلَ بالشجونِ قريحتي
وأنا المُضَرَّجُ في الهوى بنزاعِي
ضاقت جوانبُ فِكرتي حتى غَدَتْ
كل الزوايا فى الجوانِحِ داعي
أقضِي نهاري قد ذُهِلتُ عنِ الدُنَا
والليلُ طالَ بحُرقَةِ المُلْتاعِ
أين المَفرُّ مِنَ العذابِ وإنَّهُ
يَسْرِي مع الشُريانِ دون قِلَاعِ
يا هَمسةً فى القلبِ فاق دَوِيُّهَا
كلّ الصَّدَى حين انتهَتْ لسماعي
أنتِ الحياةُ وكل ما قد عِشْتُهُ
موتٌ وحبُّكِ يقتضي إرجاعي
هَمْسُ الغرامِ وغيركِ تُطفأُ دونهُ
نارُ الجوى لم تَشتعِلْ بمَسَاعِي
أنتِ الهوى حين انتهيتُ مِن الهوى
وكأنَّهُ ما كان فيه ضَياعي
قمراً أراكِ وكل نجمٍ قد هوَى
مِن فيضِ حُسنِكِ قد هوَى للقاعِ
لو كان بالمَحسُوسِ وَصفَكِ إنما
طاشَت حروفُ الذكرِ فى الأوزَاعِ
يا أيها القلبُ الأسيفُ بنَزعَتي
تلك الحِسَانُ عقاربٌ وأفاعِي
ماذا أخَْذْتَ مِن الغرامِ وكلُّهُ
كالنارِ تَحرِقُ بالجوى أضلَاعِي
مازلتَ تَهفُو للوصَالِ ولَيتهم
عادوا بحقٍ ليس نَزفُ يراعِ
كلُّ الهَيامِ وَهَبْتَهم دون الورى
لم يَرجِعوا إلَّا بوَزنِ الصَّاعِ
يا أيها الشوقُ الأصيلُ بمهجتى
هَلَّا استَعَدتَ مَرَاكِبَ الإبداعِ
ما عاد يُرجَى عِشْقُهُم ووصَالُهُم
كَذّبُوا وكلُّ غراُمِهِم مُتَداعي
دع ذَا وخُذْ مِن أمسِهِم ذِكرى لهم
يا ليتَهُم آبوا لقلبٍ داعي
فانهضْ قويَّا واستَفِقْ مِن زَيفِهِم
كلُّ الغرامِ مَآلُهُ لِخِداعِ
راحُوا وراحَ زمانُهُم في هَجرِهِمْ
وصَبَابَتي تَقْوَى وقلبي رَاعِي
وحبيبُ قلبي لا يَرُومُ مَوَدَّتي
وأبَى غراما دونما إخضاعي
غَنَّتْ شُجُوني حين فاضَت مُقلَتي
كلَّ الوفاءِ وغَدرُهُم إيقاعي
فاق اشتياقي ما انتهَى بين الورى
ما كنتُ أرجو غير بعضِ وداعِ
عبدالله البنداري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق