أخبريني أمي .....
هل ما زالت يداك الحبيبتان قادرتين على صنع حلوى العيد ؟
هل بلغت يداك حدا من الارتجاف حال دون تجهيز أطباق ورق العنب الذي كان طقسا محببا من طقوس العيد ؟
رغما عني يا أمي استحضر في خاطري تلك الأيام الثلاثة التي تسبق ذاك اليوم البهيج ...حيث تتأهب الروح لزيارتك في دارك الحبيبة يا حبيبة ... لتعانق روحك الطيبة ...وتنهل من عبق عباراتك التي تفوح فتزيد من بهجة المكان ..
إلى أين سأذهب الآن يا أمي ...
لقد تقطعت بي السبل ..وحال الفراق بيني وبينك يا سيدة من عالم الجنان ... وغابت ملامح ابتسامتك من فرحة العيد ..بحضن من سأرتمي لأنهل من ذاك الشعور الذي تستصرخه جوارحي الثكلى ...؟ تتوق ذراعاي لمعانقة طيفك المنتصب كتمثال في ارجاء روحي ... وتتوق ابنتاي للقفز في ساحات دارك التي أقفرها غيابك ..ويتوق سبطاي للعبث بأزهارك التي كنت تعتنين بها وتروينها حبا وحنانا ....
صحراء هي الحياة من دونك أماه ...وحديقة ذات ورود يابسة فوق أعوادها ... وضحكات باهتة فوق ثغور غادرها الفرح على حين غرة ...
أماه ...
لو بسطت أشواقي إليك كلها الآن ..لامتلأت الساحات ..ولفاضت الطرقات ... ولغطت قرص الشمس دونما إبطاء ..
أمي الحبيبة ...أسأل الله أن يمد عمرك بالطاعة وأن يرزقني برك ووبركة لثم تجاعيد كفيك ..اللتين لطالما هدهدتا سريري .. ومسحتا عرق الحمى عن جبيني ..وخاطتا ملابس دميتي القماشية ..وصنعتا لي عرائس السكر ... وضفرتا جدائلي قبل الذهاب للمدرسة ..أسأل الله ياحبيبة أن يجمعني بك يا ريح الجنان ..وان أكحل ناظري برؤية محياك الغالي .. كي تقر عيني ويتوقف ماؤها عن السيلان ..
كل عام وأنت يا سيدة نساء قلبي ..
فادية حسون ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق