الأربعاء، 23 أغسطس 2017

فَي ظِلالِ الـفُـتُــون بقلم بشير عبد الماجد بشير

فَي ظِلالِ الـفُـتُــون 
***
تَـيَّـمَـتْـنـي فَــتـاتُـنـا الــسَّــمْـراءُ
وسَــبَــانـي جَـمَـالُـهـا والــبَـهَـاءُ

طِـفْلةُ الـوجْهِ فـي العـيونِ بَـريقٌ
لاعِـبٌ بـالـقـلوبِ كـيـف يَـشـاءُ

فـهْـيَ حِـيـناً تَـخافُ مـنهُ وحِـيناً
تَـشْـتَـهـيـهِ وكــــلُّ ذاكَ عَــنَــاءُ

تَـدخُلُ الـمشْهَدَ الـكئيبَ فـتَعْلُـو
كـلَّ مَـنْ فـيـهِ بَـسْـمَةٌ زَهْـراءُ

وتَظَــلُّ الـعُـيـونُ تَـرنُـو إِلـيهـا
كـلُّ عَـيـنٍ ضَــراعَـةٌ ودُعــاءُ

ويَـفيضُ الـسُّرورُ مـن كـلِّ قـلبٍ
ويُـسـاوِي الـرِّجَـالَ فـيهِ الـنِّساءُ

وتَـراني أذوبُ حـيــنَ أَراهـــا
تَـتَـجَـلَّى ومِـلءُ رُوحي صَـفـاءُ

عِـنـدهـا بَـسـمَـةٌ تُـثـيرُ خَـيَـالي
واعْــتـدادٌ تَــزيــنُـهُ كِـبــرِيــاءُ

ولـها ضَـحْكةٌ كَـما انْـسابَ لَحْنٌ
وقَّــعَــتْــهُ ورقَّــقَــتْــهُ الــسَّــمـاءُ

وفَـمٌ مُـتْـرَفٌ إِذا افْـتَـرَّ أَزْرَى
بالـدَّراري الـمُـضـيـئَةِ الـلأْلاءُ

وحَــديـثٌ إِذا سَــمِعْـتَ رَنـيـنـاً
فـيهِ قـلتَ الحَـديثُ هـذا غِـنَاءُ

مُــتْـعَـةُ كــلُّــهُ وفــيــهِ شُــجُـونٌ
وفُـنـونٌ يَـطيـبُ مـنهـا اجْـتِـنَـاءُ

وهْوَ سِـحْرٌ إِذا اسْتفاضَ وخَمْـرٌ
وهْــوَ لُـطْــفٌ ورِقَّــةٌ وحَـيَـاءُ

قَـيَّـدَتـني وكُــنـتُ قَــبْـلُ طَـلـيقاً
لـيـس لي عِـنْـدَ مَـرفـأٍ إِرســاءُ

جُـبْتُ كلَّ البِحارِ ما شاقَ قلبي
شـاطيءٌ لاحَ لــي ولا مِـيـنـاءُ

ثُـمَّ لاحَـتْ وهَـا طَويْتُ شِراعي
ثُــمَّ مَــزَّقْـتُـهُ وطَــــابَ الــبَـقـاءُ

فـي ظِـلالِ الـفُتُونِ أَرْتَـادُ سِحْراً
لـــم يُــحَـدِّثْ بـمـثْـلهِ الـشُّـعَـراءُ

تَــيَّـمَـتـنـي ولا أُريــــدُ كَــثــيــراً
مـن نِــدَاها وفـي الـقـلــيـلِ شِـفَـاءُ

وكَـفَـانـي ابْـتِـسامُهـا إِذ تُـحـــيـي
وكَــفَــانــي بِــرأْسِــهــا إِيـــمـــاءُ

وكَـفَـاني وُجُـودُهـا فــي مـكـانٍ
أَنــا فــيـهِ وذاكَ عِــنْـدي غَــنَـاءُ

لا تَـلُـمْني إِذا افْـتَـضَحْتُ فإِنِّـي
أَبَـــدَاً لـلـجَـمـالِ كُــلِّـي وَفَـــاءُ

وهْـيَ عِـنْدي أَلَـذُّ شيءٍ وأَحْـلى
يا نَـدِيـمي ومــا عَـداهـا هَـبَـاءُ

نَـسـخَـتْ آيَـــةُ الـمَـفـاتِنِ فـيـها
كـلَّ آيـــاتِ مَــنْ لَــهُــنَّ رُوَاءُ

وهْي من بَـعْـدُ لـلـغَريبِ ديـارٌ
وهْيَ يا أَنْـتَ لـلحَـزينِ الـعَـزاءُ .

***
بشير عبد الماجد بشير
السُّودان

هناك تعليق واحد: