-------------- بوح رسالة ----------------------------------
من بؤرة الإشعاع أكتبُ أحرفي .حتي تفيضَ على الربوع وتُزهرا
ونسجتُها طيباً يفوحُ أريجُه .................وجمال أبداعٍ يتيه مُنوّرا
وحملتُ كاسُ الشهد من أفيائِهاا ....ورشفت منه فكان طيباً أنضرا
مُتلونُ لون الفراشةِ في الضحى ....وعلى جبين الحسن تاجٌ أزهرا .
لم أنس صوت مليحةٍ جلست على..تلك الأريكة حيث راقَت منظرا
فسألتها هل تكتبين رسالةً ................قالت رويدَك فالبنان تحيّرا
أنا من ديار القدس أشتمّ الهوا .. جسمي تهاوى في الحياة كما ترى
لكنّ بوح القلب يغلبُ أحرفي .... ورسالتي في القدس فاضت أنهُرا
وبسورة الإسراء أبدأُ نصّها ..........إني أراها في الرسالة جوهرا
سِحرُ وابداعٌ ورِقَّةُ شاعرٍ .........من وحيِها سَمِعَ الكفيفُ وَأبصرا
وتناغَمَت وتسامقت أنداؤُها ............ كالغيث لمّا زاد تيهاً أمطرا
والليل لمّا في الدياجي اظلمت ........ أركانُهُ شهدَ الحروفَ فأَنكرا
والعابدُ المشتاقُ في مِحرابِه .............. قرأ الرسالة مرّتين فكبّرا
لمّا لفلّاحٍ تَرنّح فأسُه .................. أهديتُها قلَبَ الحجارة والثّرى
مسحَ الغُبار عن الرسلة حائراً .............. مُتلهفاً بِحروفِها متفكّرا
فعجبتُ مما قد رأيتُ وهالني ....... هل كلّ هذا في الرسالة سُطّرا
فطفِقتُ أقرؤها وأنبش نصّها ...........عَلّي أرى الإيقاعَ أَيْنَ تنكّرا
فبدأتُ باسم الله أكتمُ آهتي ... ...........وبلهفةِ المشتاق أَعلو مِنبرا
فرايتُ عقداً من جواهر بَلدتي ...... في الوَحلِ كانَ مُلَطَّخاً ومُعَفَّرا
فشهقتُ والرسمُ المصَوَّرُ هالني ....... وبكى فؤادي حينها وتحسّرا
صارت بلادي للأعادي مَرتَعاً .....والمسجدُ الأقصى يُباع ويُشترى
صَمتَ الجميع عن الكلام وأُخرسوا. والكلُّ صار عن الحقيقة مُدبِرا
---------------------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر /فلسطين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق