مَنْ لا يُجيدُ الحُب َّينتقـِدُ الهـوى
كالجائعِ المحرومِ يمتدِحُ الـطُوى
هـَلْ كـانَ ينتقـِد ُالغرامَ وأهلـَهُ
لو أنَّه ُفي العِشقِ عِندَ المُستوى
شـَتـَمَ الهـُيـامَ لـِجَهلهِ بالتَّيْمِ قـَدْ
ضَلَّ السعادةَ في الحياة ِوقد غَوى
هـَلْ يـَنـتَشي الإنـسان ُإلا عِندما
يبكي جـُنوناً بالحبيبِ مِـنَ الجـَوى
ماذا يـُفيد ُالقـَلب ُإن لم يـَشتـَكي
مِنْ نار ِهِجرانِ الحبيب،ِ و ما اكتوى
فالصدرُ لـَولا الحـُب ُّصُندوق ٌوهل
غـَير َالمـِضخَّةِ و الـروايـا قد حوى
و الـقَلبُ إن لـَم تـَعـتـَريهِ مـَواجـِعٌ
في البُعد ِيُصبِح ُكالصُّخُور وما سِوى
ما نـَفـعُ عَينٍ لم ْيـُساوِرْها الأسـى
والمُـقْلُ مِنْ طَيفِ الصَّبـابةِ قـد خَوى
والساعد ُالمفتول ُكالغُصنِ الذي
إن لـم تـُعـانـِقـْه ُالعـَنادِل ُقـَد ذوى
ما نَفعُ ثـَغـرٍ لـم يـُقـَبـِّلْ زهرةً
أو عن سـُهاد ِالشـَّوقِ يوماً ما روى
أو لم يَـذُقْ طعم َالرِّضابِ حَلاوةً
جَهِلَ اللمى ومِنَ المَفاتـِنِ ما ارتوى
يبدو قَوِيَّ العودِ مُتَّسِقَ الخُطى
و اللُّبُّ كـ (الختيار)ِ مهدودَ القِوى
مـُتَـفـَرِّدٌ بـِجـَفائِـهِ و نـُشوزِهِ
لا يسـتطيـعُ الحـُبَّ حتى لـَو نوى
كالصَّخرة ِالصمَّـاءِ دونَ مَشاعِرٍ
لا الطِّبُّ يشفي ذا السَّقيمِ ولا الدوى
عبدالعزيز الصوراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق