الجمعة، 28 فبراير 2020

سلوى الصّالحي. ماذا أقول

ماذا أقول 
ماذا أقول له لو جاء يسألني 
أمازلت تذكرين أيّام الصّبا 
لمّا كنّا نلعب تحت زخّات المطر 
وفي الغدير نسبح معًا وأندادنا 
واحساسنا بالقرب ونحن نتقاسم 
الخبز والأغنيات ونحن
 من المدرسة نعود
وكيف كان يحميني من الكلاب 
وعندما أتعثّر ونحن نتسابق 
كان هو الذي يمسح عنّي التراب 
العالق بي ويأخذني من يدي 
وعلى قدر خواتي كان يمشي 
ماذا أقول له لوجاء يُذكّرني ؟
بتقاسمه معي أقلام الرّصاص 
 والطّلاسات والكرّاسات
 والكتب وحتّى 
أبسط الأشياء ...
المهمّ أن لا يراني أبكي
 أو أحدهم يبكيني
ماذا أقول له لو جاء يسألني ؟
عن خرافات الجدّة 
ونحن  بها نتحلّق جماعات
وبشوق نتابع خرافة بنت السّلطان 
وحكايات وروايات شيء من الخيال 
وأخرى بين الواقع والخيال 
لعلّ الجدّة تقصد ذلك لتقرّب منّا المفاهيم 
وتبسّطها لنا وتجعلنا منها نستفيد 
وكيف كنّا نتابعها حتّى يأخذنا النعاس 
وفي الغد يسألني :-ماذا هو الدّرس الذي 
في ذهنك رسخ وأنت تتابعين خرافة 
الأميرة النّائمة ؟
فتحمّرّ خدّاي خجلا وأرتبك 
وما إن أرفع عيناي أراه فيهما يحاول 
أن يجد  لسؤاله الجواب
ماذا أقول له لو جاء يسألني 
عن أيّامٍ ولّت 
وكيف عنه تخلّيت 
وكيف حبّنا تجاهلت 
وسافرت... وتناسيت ؟
ما أقول له ؟
أأقول تلك الأيّام عنّي هانت ؟
وبين طيّات القلب خبّأت
وفي سجّلّ الذّكريات سجّلت
وصفحاتٍ عليها طويت 
وتركت ...
وماذا بها أفعل وهي حبل متين 
يقيّدني ويشدّ لجام طموحي 
ويعرقلني عن بلوغ شواطئ  أحلامي 
التي كانت بحرا لا ساحل له 
ما أقول له لو جاء يسألني 
عن تحقيق ما تمنيت ؟
أأقول نعم ؟
ولكنّي ...
أنت...َ افتقدت
ماذا أقول له ؟؟؟
سلوى الصّالحي 29/2/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق