الثلاثاء، 18 فبراير 2020

شيرهات رشو. أهاجَكَ صَـــدٌّ مِن حـبيبِك

أهاجَكَ صَـــدٌّ مِن حـبيبِك جَــــائِرُ؟
وشَاقَكَ شَوقٌ في فؤادِكَ سَــــاجِرُ؟

أَمِ الرُّوحُ قد حنَّتْ إذِ الهجرُ شَــفَّها؟
فَقــلبُكَ محــزونٌ ودمـعُـــكَ مـائِـرُ!

بَلىٰ الرُّوحُ قد حنَّتْ ولكنْ لِمعـشري
غــــداةَ خـيــالٌ قَـد أَلـمَّ وخَـــــاطِرُ

تَذَكَّرتُ يَــومَ الظَّـعْـنِ لمَّا تُهُـــجِّـروا
فَمَا زالـتِ الأطـيـــــافُ مـنهُم تزاوِرُ

حَزِنْتُ لَـهُـم والحُــزنُ لَيــسَ بِنَـافِعٍ 
وَعَارِضُ حِقدِ الخَصْمِ بِالمَوتِ مَاطِرُ

تَـذَكَّــرتُـهـم يَـومَ المَـنَـــــايَا تَدَفَّقَتْ
تَدَفُّـقَ سَــيلٍ مِنْ عَـلٍ وَهْــوَ هـــادِرُ

غَـدَاةَ سَـــمَـاءُ الحَـيِّ بِالنَّقْـعِ لُـبِّـدَتْ
وَكَــفُّ الرَّدَى بَاتَـتْ بِجُـــودٍ تُزاخِــرُ 

تَكَــادُ تَمــورُ الأَرْضُ مَـــوْراً لِـهَــولِها 
وفَوقَ حشودِ النَّاسِ حَامَتْ كَوَاسِـرُ

فَإِنْ أَنْسَ ذاكَ اليَوم لا أَنْسَ شَـيخَةً
ترومُ نَـجَـــــاةً والرُّهـــابُ يُـعــــاثِـرُ

وَأُخْـرَىٰ غَدَتْ تَبْكِي عَلَىٰ جُثَّةِ ابْنِهَا 
تُوَسِّـــدُهَا رِجْـــلاً وَراحتْ تُـسَـــارِرُ

تَـقُــولُ أَلَا قُـــمْ يَا بُـنَـيَّ وضُــمَّـنـي 
كـضَــمَّـةِ مُـشْــتَـاقٍ وَأمسـتْ تُذَاكِرُ

عَـشِـــيَّـةَ إِذْ هَـبّـتْ لِـخِـطْـبَة عِرْسِـهِ
وَكَـيْـــفَ بِـــهِ أضحىٰ أَبُــوهُ يُفَـاخِرُ

وإِنّيَ لا أَنْـسَــىٰ مِنَ الـشَّـــيخِ عَبْرَةً
تَـحَــدَّرُ قَـهْـراً إذ تَـعــظَّـمَ ضــــــائِرُ

يـريـــدُ لـيـقـضـي عِندَ ذلكَ نَـحْــبَهُ
ولـٰكِـنَّهُ أمـســىٰ "قَـلَـتْــهُ الـمــقـابِرُ"

وَخَوْفَ الرَّدَىٰ طِفْلٌ يَسيرُ تَوَجُّـســاً
بِأجْـســـادِ قَـتْـلَىٰ يَتَّـقِي ويُحَــــاذِرُ 

فَشَبَّـهْتُهُم وَالمَــوْتُ يَهْطِلُ فَوْقَــهُم 
بِحَـقْـلٍ عَشـيبٍ فِيهِ عَاثَتْ 'خَـنــازِرُ'

فَيَـا أَيُّــهَا المَغْبُونُ جِـئْـتَ كـبـــائِراً 
ورُحْـتَ تُبـاهي بِالرَّدَىٰ وتُـجَــــاهِرُ

عَـدِمْـتُـكَ بِاسْـمِ اللَّهِ تَقْتُل مُسْــلِماً
فَـإِنْ تَـقْـتُــلَنْ ظُــلْـماً أَرَبُّـكَ غَـــافِرُ؟

ومَنْ لك قد أفتى أيَانَذْلُ في دَمِي؟
فَـلا أَنْــتَ مَــــــوتـورٌ ولا أَنـا وَاتِـرُ

ولا أَنـا مَأْمـــــــــــورٌ ولا أَنـتَ آمِـرٌ
ولَا أَنْــتَ دَيَّـــــــــانٌ وَلَا أَنَا كَــافِـرُ

                شيرهات رشو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق