الخميس، 20 فبراير 2020

عبدالله البنداري. عيون مُستبدة

عيون مُستبدة
...............
لا تَأتَلِي كَذِبا بأنَّكِ آهَةٌ...
خَرَجَت مِن القلبِ العَلِيلِ تَخُورُ
أو وَردةٌ عند الشروقِ تَفَتَّحت...  
و تَقَاتَلُوا في قُربِهَا الجمْهُورُ
أو كَعبةٌ طَافَ الأنامُ بحسْنِها...
يَمَّمْتُ قلبيَ كي يَجِئَ يَزُورُ
أو صَرخَةٌ دَوَّتْ بِحُرقَةِ عاشقٍ...
دارت مع الأيامِ حيث تَدورُ
ما كنتُ أَعلَمُ في الحِسانِ صَبيَّةً...
في مِثلِ فَضْلِكِ إنني مَعذورُ
فَبَنَيتُ نحوكِ في السماء مَعَارِجا...
عَلِّي سأرقَى إن حَبَاني نُورُ
قلبي تَلَوَّعَ بالغرامِ وقد مَضَى...
يرجو نَوَالا ليس فيه نُفُورُ
تَاقَت إلى تلك العيون جَوَانِحِي...
فَاضَ اشتياقي كالقُدورِ تَفُورُ
أنتِ الهوى يا كلُّ ما أَمَّلْتُهُ..
مَهما رُمِيتُ فما رَمَاني زُورُ
و سَلِي حروفَاً مِن قَصِيدٍ قُلْتُهَا...
ما قلتُ سَفْهَا تَقتَضِيه أُمُورُ
تُنبِيكِ عن كل الحقيقةِ صادقا...
أنَّ الهوى لا يَعتَرِيه قُصُورُ
فأنا المُتَيَّمُ في العيونِ وسِحرِها...
لا ليس شِعراً إيْ و رَبِّي حُورُ
يَفْنَى الورى يوما و يَفنَى رَسْمُهُمْ...
و الذِّكْرُ يَبقَى في الزمان يَمُورُ
يُروَى و يُحكَى كل حينٍ عِشقُهُم...
إرثَا أصِيلَا دَوَّنَتهُ دُهُورُ
عيناكِ تَختَزلُ الجَمَالَ بِرَمْقَةٍ...
يا ليتني يوما أنا المَنظُورُ .
عبدالله البنداري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق