الجمعة، 17 أبريل 2020

لغتنا الجميلة /بقلم الشاعر خالد .ع خبازة

لغتنا الجميلة

في علم البيان و البديع

البحث السابع - التقسيم .. و التجزئة من المحسنات البديعية

أولا : في التقسيم

كما جاء في بعض كتب التراث ، هو أن يقسم المعنى الى أقسام تستكمله ، فلا تنقص عنه ، و لا تزيد عليه .. كما قال بعضهم :

و العيش شح و اشفاق و تأميل

ء

و قال بعض العرب و هو يسأل :

رحم الله امرءا .. أعطى من سعة ، أو واسى من كفاف ، أو آثر من قلة .

و أنشد سيبويه في كتابه :

فقال فريق القوم لا ، و فريقهم نعم ، و فريق أيمن الله ما ندري

و قال زهير :

فان الحق مقطعه ثلاث ... يمينٌ أو نفارٌ أو جلاء

و منه :

ترتاح ان رشدوا ، و ترشد ان غووا

......................... و تجيب ان نادوا ، و تأنس ان دعوا

فالحق أبلج .. و المهابــــــــــة تتقى ...

.................و المـــــال ينثر .. و المنـــــاقب تجمــــــع

و منه قول البحتري :

فالخيل تصهل ، و الفوارس تدعي .

............................ و البيض تلمع و الأسنة تزهر

و قال بعضهم

عيرتني ترك المــــدام ......و قالت

........................... ما جفاها من الكــــــرام لبيب

هي تحت الظلام نور ، و في الأكــ

.........................ــباد برد ، و في الصدور لهيب

قلت يا هذه عدلت عن الرشــ

........................ ـــد ، أما للرشاد منك نصـــيب

انها للستور هتك ، و للألـــــ

...................... ـــباب فتك ، و في المعاد ذنوب

و لغيره في الفرس :

خير ما استطرف الفوارس ...طرف

.......................... كل طرف لحسنه مبهـــــــــوت

هو فوق الجبال وعل ، و في الســهـ .

.......................... ــل غزال ، و في المعابر حوت

و قال آخر وهو الناشئ الأكبر ( عبدالله بن المحمد الناشئ الأنباري ) :

رأيت على أكوارنا كل ماجد ... يرى كل ما يبقى من المال مغرما

نــــدوّم أسيافا ، و نعلو اسنة ... و ننقض عقبانا ، و نطلـــــع أنجما

و حدث أبو القاسم الآمدي في كتاب الموازنة بين شعر الطائيين ، قال :

سمع بعض الشيوخ من نقدة الشعر ، قول العباس بن الأحنف :

وصالكم هجر.. و حبكم قلى ... و عطفكم صد ,,و سلمكم حرب

و أنتم بحمد الله فيكم فظاظة ... و كل ذلــول من مراكبكم صعب

فقال :

والله هذا أحسن من تقسيمات اقليدس .

و قول أبي الطيب المتنبي في هذا الفن ، أولى بهذا الوصف :

ضاق الزمان ووجه الأرض عن ملك ... و أرضهم لك مصطاف و مرتبع

للسبي ما نكحوا ، و القتل ما ولدوا ... و النهب ما جمعوا و النار ما زرعوا

و قوله :

فلم يخل من نصر من له يــــــد ... و لم يخل من شكر من له فــــم

و لم يخل من أسمائه عود منبر ... و لم يخل دينار و لم يخل درهم

و قوله :

قليل عائدي ، سقم فؤادي ... كثير حاسدي ، صعب مرامي

عليل الجسم ممتنع القيــام ... شديد السكر من غير المـــدام

و لي من قصيدة بعنوان " سيمفونية الطبيعة و الحياة "

ليعجب روحي هديل الحمام ... على أيكة و حفيـــف الشجر

و أطــــــــلال كوخ على تلة ... كأن بـــه من سقوط حـــذر

و بسمة ثغر ، و برعم زهر ... و نفحة عطر ، و حلم نضر

و أقول في قصيدة أخرى :

و لكن قلبي أوصدتـــــــه ... و أغلقته دون كر ، و فر

فعيش المحبين حلو و مر ... و هم وغم .. و حر و قر

ثانيا : في التجزئة

..

أما التجزئة .. و هي تشبه كثيرا التقسيم .. و لا أرى فيه هذا الفارق .. فهو كما جاء في كتب التراث أن يكون البيت مجزءأ الى ثلاثة أجزاء أو أربعة .. كما يقول المتنبي :

فنحن في جزَلٍ ، و الرومُ في وجلٍ ... و البحر في خجلٍ ، و البر في شغلِ

و في البيت المذكور أنواع من الطباق . أو المطابقة بالاضافة الى التجزئة و هو أيضا من أنواع البديع

و مثله قول بكر بن النطاح وهو من بين عدد من الأبيات غنتها السيدة أم كلثوم في بدايات حياتها الفنية :

فلا كبدي تهدا ، و لا فيك رحمة ...  و لا عنك اقصار و لا فيك مطمع

و مثله قول الآخر

و صالكم صد ، و حبكم قلى ... و انصافكم ظلم ، و سلمكم حرب

و أخيرا فان كتب الأدب العربي غنية  بأمثال هذه المحسنات  .. و أرجو أن أكون قد وفيت الموضوع حقه ..

............

خالد ع . خبازة

اللاذقية

المراجع .. عدد من كتب التراث


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق