خيالات المساء
تغشاني خيال في مساء
شبيه بالجنون وبالهراء
حلمت بأن لي جيشا قويا
وشعبا رائدا يمشي ورائي
ورايات يعانقها (سهيل)
وأسلحة أدك بها التنائي
فقمت بثورة دكت قلاعا
بها أهل الرذيلة والعداء
بها الدجال يصنع كل سحر
ويمكر بالبنين وبالنساء
ودارت ثورة الشعب المفدى
ليال دمرت وكر الجراء
دفنا كل ذي لؤم بقعر
وأوردنا المواجع للفناء
فما عادت لأهل الظلم عين
ولا كف يلوح للوباء
لأن الصمت مفتاح لباب
يصد الريح في ظل الشتاء
ويصنع من شرار الخلق قوما
يصدون الأباة عن الإباء
ويسقون الكرام كؤوس ذل
ليحيا الشعب في كنف الشقاء
تذكرت الذي عاناه شعبي
من الإذلال بعد الكبرياء
من الأهوال في بر وبحر
ومن بغي يقابل. بالثناء
ويمدح في نواد الشر مدحا
كأن الشمس تركع في الفضاء
تذكرت المآتم حين طالت
ربوع الأرض من سوء الولاء
فلا نار ولا نور ببيت
ولا للداء يؤتى بالدواء
بتخوف وتشريد وفقر
وتمجيد لمصاص الدماء
فما لي لا أديم بها خيالا
ونور الشمس يدنو من لوائي
وصوت الشعب من قلبي قريب
وثورته غدت سر البقاء
فهل للشعب أن يزهو بصبح
وأن يمضي على ذاك الحداء
خيالاتي بها شمسي وحبي
وإيماني على حد سواء
وثورة صادق حر أبي
بها نور الفضيلة والنقاء
بها شعب يمر على المنايا
عزيزا لا يبالي بالغثاء
ليسق الظالمين بها المنايا
ويشربها زلالا من إناء
تغشاني خيال ليت شعري
متى يقضى كما وحي السماء
الشاعر/ محمد الربادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق