الثلاثاء، 28 أبريل 2020

نبضات في لحظات بقلم الاديبة فاتن ميخائيل

قصة قصيرة بقلمي
بعنوان...
(نبضات في لحظات)
.........................

حين باغتها وهي جالسة على أريكتها القديمة في تلك الزاوية من الحديقة

كانت تحمل كتابا بيدها
تقرؤه متى الحنين شدها لذكرى عزيز عندها
هو اول من خطف قلبها
هو من طبع اول قبلة على خدها
وسهر البدر مبتسما على ثغرها
سرحت .. وهي تقلب صفحات كتابها ... وعيناها الشاردتان بيمينها ويسارها
تحاول ان تلم شتات افكارها
لكن ذكرياتها كانت تتسرب
عبر نافذة خيالها
وتحتل ما تبقى من ايّام عمرها
هي لم تملك ما يفرحها
بعدما تركها اولادها في دار
مسنين لرعايتها
كان السرير رفيقها والوسادة كاتمة اسرارها
وحفيف الشجر كان يهمس في أذنها فتبوح له بأسرارها
الدمع لم ينل منها
صامدة.،
شامخة كالنخل
ثابتة كالجذر
قوية الإرادة
رغم ان المرض قد هزمها
واستنفذ كل طاقتها
لكنها بدت جميله كزهرة خميلة
ابتسامتها لا تفارقها كأن الاشراق لاح في ثغرها
تقلب صفحات كتابها وتشرب كوب شايها
في هدأت ليلها
وضجيج ذكرياتها كانت تؤنس وحدتها
تشتاق ..
الى حبها السرمدي
الى معشوقها الأبدي
الى لقاءاتهم المحمومة
.تسترجعها فيدب الدم في عروقها
ويتسع الفضاء بأحلامها
فيزيد البريق في عينها
لتحيا معه لحظاتها
كأن الزمن عاد بها

كان واقفا يتأمل وجهها
كاول لقاء له بها
عاد ..
والشوق يلهب صدره
هي من احبها وتغنى صباه بها
وتمنى لو كان عمره لها
وأسعد بقربها
لكن القدر قد فرقهما
وبات كلا منهما يشكو النوى
والحسرة تعتصر قلبهما

تقرا ما لم يكتبَ لها
كأنها تقرا قصتها
وقف واجم متسمرَا والحيرة تملأ روحه
كأنه يشهد سحرها وهي في عمر الصبا

نادى عليها متلهفا
حبيبتي... حبيبتي
اتذكرين حبيبك ام انك نسيت حبنا
كأنها تسمع صوته يخرج من حروف كتابها
توقفت .،
وردد هو اسمها والعبرة تخنق صوته وصوتها
هل تذكريني حبيبتي؟؟ علت هي براسها والشك يملأ قلبها

إجابته ...لماذا تقف متجهما... متوترا
ظلت تطيل النظرا
والقلب يرتعش متعثرا
من انت؟
من يحدثني..
أنت خيال زارني
ام انك حلم راودني 
عدت تشكو لي الجوى
بعدما 
العمر مضى وفر مني  هاربا
وانت ..انت ..
ما زلت فتيا  متكبرا ومتجبرا
فدع الماضى بما حمله من ظلم لنا
وتعالى نكمل ما تبقى من ايامنا لنعشها بفرح   وهنا
سيبتسم  الحظ لنا
مد يده لها...
فأغلقت  كتابها ونهضت لتتكأ على مسندها  واستدارت  لتراقب ظله 
واذا بظله منها اختفى 
هذا ما كانت  تعيشه
كل يوم 
لتنعش به قلبها 

انتهت
فاتن ميخائيل
٢٠٢٠/٤:٢٧


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق