لمْ أمتْ يوماً
----------------------------
حينَ ادعَّتْ تلكَ الرصاصةُ أنها شحاذةٌ عاشقةٌ ببابِ قلبي
رفضتُ حصتي من القماشِ الأبيضِ
وسَبَّحْتُ بحمدِ القدرِ الأحول...
وككلِ المناضلينَ تمسكتُ بميراثي من الشمسِ والهواءِ والخرابِ..
تحرَّزتُ على بقيةِ عمري في جيبِ بنطالي الخلفي...
بقيتُ كطلاءٍ رديءٍ على جدارِ النهاية...
ولازلتُ كفزاعةٍ مخلصةٍٍ أحرسُ حقولَ الشقاءِ بلا أجرٍ...
ألوكُ كلما جعتُ شريطَ الأخبارِ وأبصقه علقماً
أكيلُ زيوانَ المواسمِ بصواعِ القحطِ ...
وأقبعُ إلى جوارِ غدي في غرفةِ العنايةِ المشددة...
لم أمتْ...
ومنْ يومها أحاول أن أنامَ كما تنامُ المدنُ على مساميرِ الحربِ من دونِ أن تحصي أمواتها...
يسقطُ النومُ من يدي
وأطفالُ الأرقِ يلموّنَ كريستالَ الغفوةِ ويهربونَ ...
فأنا لم أمتْ يوماً أيها الموت....
لأحصي عددَ التماسيحِ الباكية
ولأكتبَ للربِ تقريراً عن دجلِ المُدَّعينَ بإستحالةِ العيشِ بدوني
لم أمتْ يوماً...
لأضحكَ بملءِ القلبِ من المتقاتلينَ على تركتي من القصائدِ الهزيلةِ..
لم أمتْ يوماً....
لأراكِ تغزلينَ له ذاتَ الشِباكِ...
وتهمسينَ باذنهِ نفس الأغاني...
تقدمينَ له أرغفةَ الشوقِ اليابسةِ
وتدَّعينَ أنكِ لازلتِ عذراءَ الحلم..
لم أمتْ يوماً...
------
بقلمي:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق