السبت، 4 مارس 2017

سيدة الحدبقة بقلم اسراء العبيدي

سيدة الحديقة
 الكاتبة : اسراءالعبيدي

تثلج قلبها ...رغم إن اليوم كان يوما من أيام الصيف الحار !
 كانت تجلس كعادتها في كرسي الخشب الهزاز في تلك الزاوية المنعزلة من حديقتها...فهرولت لإرتداء معطفها الخشن كي تشعر بالدفئ و تجهل إن الدفئ يحتاجه قلبها!
لم يفدها المعطف الخشن فقررت السير رويدا رويدا على حافة أسوار الحديقة ...
فلمحت خياله من بعيد وبدأت تبكي شوق له .. حتى شعرت بوجوده وكأنه جاء ليكلمها  فجلست بالحديقة تصغي له بتمعن و هو يتكلم .. و في كل كلمة كان يقولها كان يرتجف قلبها أكثر .. حفظت تلك الاحرف منه كي ترددها كل يوم .. و كأنها تعويذة تشعرها بالسعادة .. تعويذة تجعل شفتاها تبتسم .. تعويذة تجعل البريق على عيناها السوداوتين يرتسم .. تعويذة تجعله منه عالقا في ذهنها و يأبى منه أن يرحل .. تعويذة صنعت منه نوعا راقيا من الرجال .. تعويذة تدفع بها ألى الانتظار .. فإما أن ياتي ذلك الساحر الأعظم .. و إما أن تصيبها لعنة التعويذة بإنهيار ..
..
جلست بحزن بحديقتها والدموع وهي تترقب القادم من حياتها بنظرات ثاقبة من عيناها السوداوتين  التي كانت تراقب الغروب من بعيد ...كما تراقب تلك الخيوط المحمرة التي ترتسم فوق زرقة السماء … التي تنحني كي تختفي الشمس ببطئ وراء الأفق...
 رغم إنه الغروب فهي لم تجزم بأنها النهاية .... هذا ما كانت تقنع نفسها بأن الذي رأته مجرد دلالات على قدوم يوم جديد ..
يوم جديد.. و بداية جديدة..
 فسيدة الحديقة تجزم إن كل نهاية لا تعني إلا منطلقا جديدا ....

هناك تعليق واحد: