وحيدا ً وصفصافةٌ معي
مهدي الماجد
أحبك ِ ... لاأخفي ولا أذعنْ
علمت ِ أم لم تعلمي
أنت ِ من أغلقَ خارطةَ أحلامي
وجعلتها جميعا ً
حلما ً يمشي على رجلين ِ
يستحثُ الخطى صوبَ الأصول ِ
بعثرتني يداك ِ كقطع ِ الشطرنج ِ
على موائد ِ الأوهامْ
ماكنت أدركُ فداحةَ الأيامْ
حتى تمثلَ رسمك ِ واعدا ً
وأحتلني عن اليمين ِ والشمالْ
من خلفي وأمامي
وأمسكت ِ من يومها الزمامَ
ربّان سفينتي صرت ِ وتعويذتي
تهرعُ منيرةً في الزحامْ
أنا أحبك ِ ...
فلماذا يسألُ من يرانا
أتعشقُ هذه الصغيرةُ شاعرا ً مجنونا ً
ضجتْ عرائسُ شعره ِ العتيقةُ
من فرط ِ شكواه ..؟
وتحت أنظارهم عبأتُ أشواقي
بقواريرَ من ألم ٍ أرميها الى البحر ِ
راسما ً وجهك ِ على صفحة ِ الريح ِ
أنىّ إتجهتْ تلك الريحُ
أقولُ أنظري نزيفَ السنوات ِ
أنظري لقبضتي يسرقُ قوتها
من يغرقه الضحكُ الكاذبُ
فيعيرها للاجدوى
أنظريني يستبيحني الأنتظارُ
يغرقني مثلَ طوفان ٍ عنيدْ
وها أنا تحت صفصافة ٍ أبكي مثلها
تنوءُ عليَّ الأهلّةُ في مسيرها
بين مولد ٍ وفناء ٍ
تحملُ نفحة ً من عطرك ِ
عطرك ِ الذي لم تحمله النساءُ
وشيئا ً من الشوق ِ
من شوقي الكبيرْ
منتظرا ً هلالك ِ الورديُ يأتي
بغير ِ ما أسىً يقتلني على ما فقدتُ
بغير ِ أنْ تبدلَ المواسمُ طقوسها
في ولادة ٍ وانحدارْ
وحيدا ً أنظرُ صفصافتي مثلي
تتفرعُ وتشيخُ ذوائبها
أخترعُ لك ِالكلامَ
أنقشهُ على الجذوع ِ
على اوراق ٍ تتناسلُ مع الفصول ِ
أسألُ قلبي :
كيف أحتويتَ أيها الصغيرُ حبها ..؟
وهو الكبيرُ الذي إنْ توزعتْ آهاتهُ
البشرُ ...
الشجرُ ...
الحشرُ ...
وذراتُ الرمال ِ
لفاضِ عليها
وفاقَ عديدُ حبات ِ المطرْ
كم حولا ً بقيتُ بتلك الحال ِ ..؟
كم عشقا ً خبتْ جمرتهُ قي قلبين ِ ..؟
وأنا هنا أترعُ كأسَ الهوى
وأكرعُ مرّهُ كشهد ِ الجبال ِ
تحت صفصافة ٍ أبكيها وتبكيني
نجوايَ تخفقُ كأجنحة ِ الطير ِ
لا يردها افقٌ .. لا يحتويها مدارْ
رمادٌ غطى منذ قرون ٍ
جمرتي التي تتقدُ في فؤاد ٍ منهك ٍ
وتأتينَ ....
أجملُ من حلم ٍ
أنصعُ من حقيقة ٍ
تأتينَ وخريفٌ يعصفُ
يطيحُ بأوراق ِ الشجر ِ الغاوي
تأتينَ وأنا .... أحبك ِ
مثل وطن ٍ ظلَّ ملآ العين ِ
أحبك ِ مثل وطن ٍ ألوذُ به ِ
بين إنتباهة ِ عين ٍ
واطراقتها .
,
,
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
من مجموعتي الشعرية الثانية ( صباح الخير ايتها العافية ) الصادرة عن مؤسسة مصر مرتضى عام 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق