واقدساه...: بحر الكامل
زُمَراً نَخِفُّ إلى الوغى وفُرادى
ونرومُ في ساحاتها استشهادا
شعبُ الفداءِ وما أجلّ عطاءهُ
روّى الترابَ دماً فعزّ جهادا
وملاحمُ الأمجادِ خُطّتْ من دمٍ
جلّتْ ملاحمَ عِزّةٍ ومِدادا
اللهُ أكبرُ كم تسابقَ للعُلا
فتيانُها خيرُ الورى أجنادا
هذا العدوّ تهيّبتْهُ جحافلٌ
غطّتْ بها شمسَ النهارِ عِدادا
لكنَّ أهلَ الحقِّ ما أبهوا لهُ
فأتَوْهُ مُرْداً يقطِرونَ عِنادا
شُذّاذُ آفاقٍ على أطلالنا
سفكوا الدّماءَ وشرّدوا الأحفادا
قد أعملوا فينا المجازرَ علّنا
بالخوفِ نتركُ للغريبِ بلادا
عربٌ على قصصِ الخرافةِ أدمنوا
هل خلّفتْ نارُ الإباءِ رمادا
أنتم نيامُ العمرِ لن تتقدّموا
في عتمِ ليلكمُ الأشدِّ سوادا
قوموا انفضوا عنكم غبارَ جهالةٍ
بل أطفئوا فتناً نمتْ أحقادا
يا شعبَ جبّارين أنتَ المُرتجى
ما دمتَ تُنجِبُ ساعداً وزِنادا
قد سفّهَ الأحفادُ ما ظنّ العدا
( ينسى الصّغارُ الأرض والأمجادا)
فإذا بهم في كلّ ساحٍ أسدُها
بذلوا الدّماءَ وأرخصوا الأجسادا
ويلٌ لمن قد اورثونا نكبةً
وبنكسةٍ ضربوا لها ميعادا
يا صاحبَ التاريخ سجّلْ أنّهم
قد ضيّعوا ( قدسي) وخُذ أشهادا
وتظلُّ ( واقدساهُ) تخرقُ سمعهم
في كلَ يومٍ والتبلُّدُ زادا
في غفلةِ الزّمنِ الرّديء يخُطُّها
قلمي ، فلا حُرِمً اليراعُ مِدادا
ما زال فينا للحميّةِ موطنٌ
فالدّينُ يُنكرُ للإباءِ نفادا
فيقوا فإنّ لكلّ غُصنٍ ذابلٍ
يوماً وتصبحُ بعدهُ أعوادا
في القدسِ يختنقُ الأذانُ وأُمّةٌ
ثكلى تعيشُ هوانها أعيادا
لم يبقَ إلّا العاشقونَ وليلهم
في إثرِ فاتنةٍ يزيدُ سهادا
ومن ارتضى لهوَ الحياةِ ومالُهم
يُغني النّفوسَ الهالكاتِ فسادا
فالنّصرُ آتٍ ما همُ من أهلهِ
لكنْ بجيلٍ يَحْطِمُ الأصفادا
حسن كنعان / ابو بلال
شاعر المعلمين العرب
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق