الاثنين، 10 فبراير 2020

بقلم محمد الفضيل جقاوة. معزوفات على أوتار وجع لا ينتهي . تعالي رجاءً ..

معزوفات  على  أوتار  وجع  لا ينتهي

.

تعالي رجاءً ..

أعيدِي  إلىَّ قلبِ مضنَاكِ بعضَ السكينةِ ..

ردّي إليهِ السّلامْ

فقلبِي المحطّمِ أصبحَ بعدَ انتكاسِ العروبةِ ..

بعدَ اشتدادِ المواجعِ كومةَ طينٍ ..

تحنُّ إلى النُّورِ ..

تخنقه عادياتُ القتامْ

أَعُبُّ صديدَ انكساري ..

و أدمنُ في رده الليلِ نثر َ الدّموعِ

على أزهرٍ يابساتٍ ..

عسى أنْ يضوعَ الرُّكامْ

أهزّ بذا قلبَ ليلِي ..

فيمتدُّ رُحْمَى ..

و تسترنِي أهدبُُ من ظلامْ

تعالي رجاءً ففي الزَّمنِ العربيِّ الهجين

أعافُ الوجود ..

و أختزل الكون في مقلتيك ..

أيا امرأة شاقتِ القلبَ ساحرةً

تتخطى حدود الكمال

يحطُّ  بساحاتها ساجدا و يغارُ التّمامْ

تَشِفُّ عنِ الطُّهر عابرةً من غمامْ

و تجلسُ سلطانةً ..

بايعتهَا على شغفٍ أمنياتُ المعنَّى ..

و لبَّى يباركها ساجدًا خفقُ قلبي المحطّم ..

قبّل وقع خطى فاتني المستهامْ

تعالي رجاء ..

ففي الزمن العربي الهجين تموتُ الأمانِي ..

و ينتحرُ الحلمُ ..

يندثر  النّور خلف مهاوى الضباب الرهيب ..

يسافرُ يجترُّ أوجاعَه ..

و يغيبُ الحمامْ

و تعبثُ ريحُ التَّشرذمِ غضبى بأعشاشه السامقات

تهاوى ..

تبدّدها أعينٌ لا تنامْ

يقهقه خلف البحار غويٌّ ..

رأى كيده يحرق الأرض ..

يذبح فوق شفاه الطّفولة أحلى ابتسامْ

تعالي رجاءً ..

ففي مقلتيك تطيب النّوافلُ ..

يحلو بليلكِ سيّدةَ القلبِ عبقُ القيامْ

و تُؤْتَى الفرائضُ راقيةً  مثلما اللهُ شاءَ

تطيبُ بمحرابِ فاتنةِ القلبِ كلُّ ضروبِ الكلامْ

أصيخ هناك إلى همساتِ النبيِّ

يمجّدُ فينا المحبّةَ ..

يرفعُهَا عاليًّا ..

تقتلٌ الكاهنَ الخبَّ إِنْ مسّها منهُ فتوى

أُعِدَتْ بصكٍّ ثقيلٍ ..

و باركهَا حاكم فاقد للزمامْ

تعالي رجاءً ففي ليلكِ العذبِ ..

زلفى أمارسُ كلَّ طقوسِ الغرامْ

أغنّي مواويلَ مجدِِ قضى مولعًا

بالقواضب ترقصُ في زفةٍ  من زحامْ

و أهرب منّي إليك .. إليه ..

أسافر ُ في موكبِ التّيهِ ..

يخطفني الوجدُ و الحزنُ ..

أمخر ُ في لججِ الوهمِ ..

أعبر مليون عامٍ و عامْ

أراني المهلهلَ يسعى إلى هرجٍ و انتقامْ

أتوبُ إليكِ حياءً ..

أتوبُ إليَّ من الهمجيَّةِ و الثَّأرِ والموبقاتِ العظامْ

أصيرُ الهلاليَّ يحنو إلى دمدمات السُّهُوبِ

يطاردُ غازيةً عشقتْ شطحاتِ الحسامْ

يسافرُ في كلّ مصر ٍ

يحلُّ به مَلِكًا ..

تنزوي عنه خجلى العروشُ

فكلُّ العروشِ إذا ما انتضى السّيفَ صارتْ هباءً

بفلسٍ تُسَامْ

و يلوِى العنانَ إلى ربعِهِ عائدًا

يمتطي فرسًا تعشقُ الموتَ

تدني  ــ قبيلَ أوانِ الحِمامِ ــ الحِمامْ

يحرّرُ أرضًا هناكَ تُضَامْ

و يبعثُ مجدَ النّبيِّ ..

و دينَ النّبيِّ ..

يطهّرُ أرضَ الرسالةِ مِنْ درنٍ و طٍغَامْ

تعالي رجاءً أيا كعبةً رفعتْهَا العنايةُ للذِّكرِ

للخلواتِ ..

لترنيمةِ الشّوقِ في أحرفٍ مِنْ ضرامْ

تعالي حبيبةَ قلبي ..

ففي الزمن العربي الهجين

يصيرُ التّعبدُ في دفءِ حضنكِ فرضًا

أعودُ إليكِ تقيًّا نقيًّا

أغادرٌ مقبرةً عُبِّئتْ بالحطامْ

.

بقلم  محمد  الفضيل  جقاوة

10/02/2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق