ما أجمل الدنيا:
ما بين مُزنٍ عاصرات كوثَرا
وظلامِ ما خبَأ المغارُ وأجهرا
وذئابِ جلوازِ الخراب وقد عَوتْ
للأفق في سهْلٍ تراه أخضرا
خجلت نياشينُ الخلود فلم تَجِدْ
سَبْرا لتفهمَ كيف هذا غُيِّرا
لمَّا جفَتْ أحلامُنا وسَناً ولمْ
تعرف سبيلا كي تعودَلتُسكرا
فترى على غُضن النوايا رُجَّفاً
جنَفوا بما غسَلوا حِجا من حُجِّرا
لتذوبَ آمالٌ على ساحاتِهمْ
ويتوب من لا زال إلا أطهرا
أفُقٌ كئيبٌ بعد حُسنٍ ما درى
ما يعتريه وكيف أصبح أعورا
ياموطني لا تبأسَنَّ بما ترى
كم قد عركْتَ بكلٍّ حربٍ عسكرا
إن سُهِّدَتْ منك الليالي عنوةً
بظلام من جَسَرُوا وأمرُك حُيِّرا
لن ينتشوا والخمرُ في ليلائهمْ
الا بفجرك حين يُقدِمُ مسفرا
إما رأيت سواريا فيهم علَتْ
فلعمر ربي كيف تُكسرُ قد ترى
سائِلْ مدادَك حين يُكتَب هل جرى
ليَلُمَّ ما شعثَوا بما هو سَطَّرا
ويُطيَّبَ الجرحَ الذي شَأَفاتُهُ
ما استؤصلت الا بحق أظهرا
لا خير في الشعر المزَيَّنِ لفظُهُ
وغوى به معناه فيما أخبَرا
والمرءُ في أقواله مخبورُه
يُدرَى ولو في القلب ورّى ما ضرى
كن بلسما لا تغلبنك شِرَّةٌ
عادت بها غاياتُ نفسٍ تُشتَرى
لا شيء في الدنيا كما الصدقِ الذي
قد بان في الروضِ الكريمِ وأزهرا
ما أجمل الدنيا وما أحلى الورى
لو كلُّهم رحِموا وطابوا جَوهرا
أرْخَوا بلين كلامهم لو جدّ مَنْ
يفري الضغائنَ بينهم متكثِّرا
فالخير يرأب صدع ما يوهيهِمُ
لو صمَّ آذانا وأسْكَتَ من فرى
والحربُ لو كانت على من حاولوا
غرسَ الشرورِ لما وجدنا من شرى
ياحسنها الأرض التي لم تلتبسْ
فيها الأمورُ وذا السلام بها سرى
سيظلُّ فيها كل ما هو يُشتهى
ويدومُ فيها العز يُعلي مِنبرا
يالهفة الروحِ التي قد أُقْلِقَتْ
مما دهى بلداً جميلاً دُمِّرَا
قد كان يرفلُ بالنعيم وخيرُه
ملأ الفيافي والسهولَ وأبهرا
لمَّا تقاطع أهلُه لم يبقَ ما
يرتاحُ فيه خاطرٌ إلا زرى
ياقومُ ما نفعُ الفجيعةِ ان سرتْ
كالنار أو نابُ الدواهي كشَّرا
ألذاك يُقتَل كلُّنا من بعضِنا
فيتيهَ باغينا الغشومُ مزمجِرا
تبا لمن باع الجزيل وأَرْخصَتْ
غاياتُه وطناً وبايعَ وامترى
ما زال فينا المجدُ أبلجَ شامخا
ما جاز عنا ، باقيا متجذرا
كلُّ البلايا لن تظل وأفْقُنا
لا بدَّ أن يصفوْ بما هو كُدِّرا
ستظَلُّ بالخير العميم بلادُنا
وإلى العمى من باعَها واستكبرا
وكفى بربِّك هاديا لو أُوْحِشَتْ
طرْقٌ وأثقلت ِ الحمولُ الأظْهُرا
ما اعتامنا ليلٌ طويلٌ همُّه
ستزيحه شمسٌ الصباح مقهقرا
ابومحمد سميح
19/10/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق