بيني وبينك جدران
بيني وبينك َجدرانٌ وأسوارُ
ولم تصلني، وقد شطّت بنا الدارُ
وفي عيوني دموعٌ صرتُ أسكبُها
لمّا علتني من الأحزانِ أوزارُ
وأنتَ في البعدِ لا ترضى مؤانستي
ولم تصل لبلادي منكَ أخبارُ
يا ناعسَ الطرفِ إنّي غيرُ مُتّهَمٍ
إلا بحبّكَ والرحمنُ ستّارُ
مالي سواكَ إذا ما الحزنُ قلّبني
وبانَ فيَّ منَ الأشواقِ آثارُ
أحتارُ فيك َ ألا تعنيكَ مقتلتي
ولا أهمَّكَ هذا البعدُ والنارُ
كم ذا أناديكَ والنجماتُ شاهدةٌ
وضجّ مني أهيلُ الحيِّ والدارُ
أرجو لقاكَ ولو في الحلمِ تحضرُني
تبني بقلبيَ آمالاً وتختار ُ
حتّامَ أطلبُ منكَ الوصلَ مفتقرا ً
وفوقَ رأسي هواني فيكَ والعارُ
ما كنتُ إلا محبّاً صادقاً أبدا ً
والحبُّ في القلبِ فوارٌ وهدارُ
فإن غفلتُ عن الأشواقِ معذرةً
وهل ستنفعُ عند العتبِ أعذارُ
وإن سهوتُ فإنَّ الهمَّ أتعبني
وإن ضللتُ فإنَّ الوقتَ غدارُ
غداً سأزرعُ وردي قربَ منزلكم
غداً ستنمو بجنبِ البيتِ أشجارُ
غداً ستورقُ أغصاني بموطنكم
غداً تسيرُ على الأبوابِ أنهارُ
هناكَ نرتاحُ ممّا قد ألمَّ بنا
ويملأُ الأرضَ جوريٌّ ونوارُ
ونبذلُ الحبَّ لا نخشى معاتبة ً
بلا تخفٍّ وما في الحبِّ أسرارُ
أواهُ من هذهِ الدنيا تغالبني
أخافُ من مكرِها حيناً وأحتار ُ
لكنّها لم تزل تخفي مرارتها
وتدَّعي أننا ضيفٌ وزوار ُ
وإننا عن قريبٍ سوفَ تسرقنا
عنكم حظوظٌ من المولى ، وأقدار ُ
وأنَّ ما بيننا من وحشةٍ وجفا
تأتي عليهِ من الأزمانِ أطوارُ
وأنَّ ذاكَ الذي قد كانَ يجمعنا
يوماً سيسقطُ عن ضعفٍ وينهارُ
واللهِ إنّي لفي شكٍّ وفي ريبٍ
أيختفي الحبُّ إن أصحابهُ ساروا
لا والذي فطرَ الأكوانَ نابضةً
ليصبحنَّ بحيثُ القومُ قد صاروا
هناكَ ألقاكَ فوقَ الغيمِ تجمعنا
مع الثريا نُجيماتٌ وأقمار ُ
د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق