لا هر ولا فار
لَوْلَا الشَّدَائِد مَا بَانت عزائمنا
أَن الرُّجُولَة صَوْت الْحَقّ ؛ والثار
فللمحافل فَرَسَان وَأَسْلِحَة
وللبلاغة فِى التِّبْيَان إنْذَار
وللجمال إذَا ماشئت سوسنة
وَلِلِقَاء بِوَادِي الْعِشْق إِزْهَارٌ
وبالعلوم عَلَى الدُّنْيَا حضارتنا
وللشموع بِلَيْل السَّهْد أَنْوَار
فَكَم ملأنا كُؤُوسًا مِن مدامتها
وَكَم جَرَت أَدْمَع شَوْقا هُوَ النَّارُ
فَلَسْت أَعْلَن خَوْفِي مِن مضاربها
إنِّي الْمُخْلِص عَزْمِي الْعُمْر إصْرَار
وَمَن لخفق فُؤَادِي وَالْأَوْلَى هتفوا
عَاش الشَّهِيد بِقَصْر فِيه تَذْكَار
أَن الشَّدَائِد لَو عزتم ستكتبنا
رَسْم النِّهَايَةِ لَا هِرّ و لَا فَأْر
هَل هَان دَمِ شَهِيدٍ كَان يُحَمِّلْنَا
بَيْن الجوانح لِلتَّفْسِير إخْبَارٌ
نَحْنُ الَّذِينَ لِأَجْل الْخُلْد نَحْمِلُهَا
تِلْك الْمَآثِر فِى الدَّارَيْن عمَّار
فَإِن حَيِينَا عَلَى حَقِّ نكابده
نَحْن الْأَعِزَّة فَوْق الْوَيْل أَحْرَارٌ
وَإِن نَمُوت فأحياء بِجَنَّتِه
مَع الأباة وَأَهْلُ الْعِلْمِ وَالْغَارّ
نَلْقَى الْمَنُون بِطَعْن دُونَه أَجْل
حَتَّى نطهر عَرْضًا مَسُّه الْعَار
ونستخف حِمَامُ الْمَوْتِ إنْ وثبوا
ونستطيب لَهَيْب الْمَوْت مَوّار
حَتَّى نحلق فِى الأجْوَاء تُحَمِّلْنَا
حَوَاصِلِ الطَّيْرِ تَحْتَ الْعَرْشِ تَخْتَار
وَفِى النَّعِيمِ عَلَى مَهْلٍ تغازلنا
حُورٌ الْجَمَال وبالخدين أزْهَارٌ
أَهْل الْيَمِين عَلَى سِدْر تَخَالُجِه
كَوَاعِب الْبَيْض قَد شاغلن أفْكَار
وَالسَّابِقُون لَهُمْ فِى الرُّوح مَنْزِلَة
وَفِى السَّمَاءِ مِع التَّكْرِيمِ إحضار
الشاعر / منصور غيضان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق