الأحد، 29 مارس 2020

حب في زمن الكورونا/بقلم الكاتبة فاتن ميخائيل

قصة قصيرة
كتابتي
حب في زمن الكورونا
.....................
حين رأها دق هاتف القلب فجاة.. بعد ما كان في سبات عميق.،.
-هو ...لم يألف هذا الموضوع
ولم يكن في حساباتهِ يوما

-هو ...رجل عملي وواقعي
والحب وهم وسراب وكذبة
يصدقها اصحاب القلوب الرقيقه
اما هو فقوي .. مكابر
ومغوار
هذا ما كان يعتقده.... حين جلس يراقب ما يدور في العالم من اخبار عبر التلفاز
استخف بخبر وباء الكورونا وما يدور على مسامعهِ عنه

هو-هذا هراء من قال ان الاخبار دوما تنقل لنا بصورة صحيحة دون تزييف او ترويع او تهويل..

-أوه...كم مزعج ان أراقب تلك السخافات وأضيع وقتي هباءا
حسنا لأشاهد فيلما يجعلني انسى تعبي وهمي اليومي.،،

دق جرس الباب...
هو-حسنا.. من أنتِ؟؟ ولمَ جئتني بهذا الوقت ؟
الأ ترين كم الساعة الان؟
حسنا قولي بسرعة تكلمي لماذا أنتِ
هنا ؟
أنا لا اعرفكِ
من أنتِ؟؟

هي.. حسنا سيدي دعني أتكلم دعني أبرر
انا ..جارتك الجديدة ولا اعرف احد هنا
أشعر بآلمٍ رهيب في راسي ولا اعرف كيف اتصرف والى اين اذهب...
هذا اول يوم لي بهذه المدينه؟؟
ارجوك ساعدني ودلني فانا موجوعة جدا... احس باختناق ودوار شديد
اه ... اه

(تكومتْ على عتبة الباب ما من حراك)
هو... تسمر في مكانهِ ياالله ماهذا...؟؟
من هذه... ومن اين جائني هذا البلاء؟
كيف سأتصرف فانا متعب
مجهد...
حسنا لا يوجد وقت للتفكير
فالاسرع بأخذها لأقرب مشفى...
يا الهي ما هذه المصيبة ...

(ركض بها حاملا إياها كأنه يحمل جروا صغيرا
واسرع بسيارته منطلقا)... والضجر يكتسح ملامحه
يا الهي ... ما هذا ؟؟

ها قد وصل الى المشفى واذا بالمسعفين يقفون صفا واحدا
انه زمن الكورونا يا سيدي..
هل كنت متأهب ؟؟
هل تعرف عنه شيئا ؟
وقف مذهولا صامتا
ماذا هذا ؟؟وكيف ؟؟

لا ...لا اعلم اي شيء
-المسعفين حسنا ان الفتاة مصابه به وهي في حالة غير مستقره وخطره
وانت ايضا يجب ان تخضع لكافة الفحوصات فلربما أصبت انت الآخر بما انك حملت هذه الفتاة ...
وعند اجراء كافة الفحوصات عليه تبين... انه قد أصيب هو ايضا

-نعم يا سيد انت ايضا في الحجر الصحي . لا تخف كل شيء سيكون على ما يرام فقط كن صبورا وقويا ما هي الا ايّام لتتخطي هذه الأزمة
...
هو-وقف متجهما انا؟؟
كورونا؟؟
وباء ؟؟
وفتاة مصابه ؟؟
وحجر صحي؟؟
اني أعيش كابوسا حقيقيا يا ربي كيف تغيرت الامور بين ساعة وأخرى ..،،
انا حامل وباء؟
هل ساموت؟
ومن تلك الفتاة وكيف ساقتها الاقدار الي ؟؟
مضت ايّام هو وهي في المحجر الصحي
كان يطمئن عليها وهي تسال عنه
وبعد اسبوعين التقيا في غرفة الطبيب ... تقدمت اليه
وشكرته عما فعله معها لانقاذها في الوقت المناسب

-ابتسم لها وقال :-هذا اقل واجب يا سيدتي
قاطعته قائلة آنسة ياسيدي آنسة...
أنا اعمل في حقل الإعلام جئت لأخذ دورة تقويه في هذه البلدة وأصابني ما اصاب
فعلا أنها صدفة لا اعلم ان كانت سيئة ام جيدة بالنسبة لي فانا اؤمن بالأقدار وكيف تسوقنا اليها دون ان ندري

-هو... وقف ينظر في وجهها مطولا وجذبه حلو حديثها وأسلوبها... لباقتها وحركاتها الطفوليه.،.
لا يعرف ماذا يجيب .. تلعثم قليلا ..
ثم اردف قائلا:- فرصة سعيده ان التقي بك
وما هي الا ايام وسنغادر هذا المشفى.،، حمدا لله على كل حال...
وخلال هذان اليومان كان يفكر بها كثيرا وبشكل جدي
..
-ما الذي يجذبني اليها!!!
 فهي جميلة لكن ليست بساحرة 
ربما حلو حديثها او ربما برائتها وتصرفاتها الطفوليه!!
لا اعلم... لا اعلم
ها هي كل يوم تزداد جمالا في قلبي ... مالي افكر بها انا
لا اريد ان ادخل بعلاقات حب 
ولا اهتم لأمر امرأةٍ 
لكن ...ما هذه الكورونا التي أصابتني ؟ 
انها غيرتني .، 
انا ما كنت لاعشق
لكني عشقتُها
عشقتها 
 في زمن 
الكورونا ....

انتهت......

فاتن ميخائيل


/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق