ثورة شجن
في لحظةٍ خطفت فؤادي عابرة
تركت خلايا مهجتي متناثرة
من أي شطٍّ قد أمال بك الهوى؟
قالت فديتك قد أتيتك عاثرة
(ياأيها الشهم اللبيب ألا افتِنا
وأجب قلوبا في الصبابة حائرة)
(ما موقف المحبوب في عرف الهوى
إن كان من تهواه أنثى شاعرة؟)
قلت اسرفي شجناً وذوبي لوعةً
فأنا المتيم من قرونٍ غابرة
إن كنتِ مغرمةً فيا طيب الهوى
لعيون من بغرامها متفاخرة
فأنا أسير نواظرٍ قد هيَّجت
بجوانحي نار الصبابة ثائرة
وغدت تؤجج مهجتي بلهيبها
وتؤزني نحو الغصون الناضرة
يا من غدوت موشحاً بعبيرها
بوحي بأشجان الخواطر زاخرة
وترنمي حتى تفيق مداركي
مازلت مشدوها بوقع الظاهرة
ما العشق إلا نفحةً قدسيةً
فتفيأي فيها وعودي ظافرة
وأطلَّ صُبحٌ بالمحبةِ ملهمٌ
يلقي السعادة في قلوبٍ عامرة
ويضيء بالآمال بعض دروبها
بين احتدام مشـاعرٍ متواترة
فلعلَّ في حرفي بقيةَ مبتغىً
للعابرين على الحواف الغادرة
وبحضنهِ ظلٌّ ظليلٌ وافرٌ
للعابسين من الأماني الجائرة
كالدُّوحة الغنَّاء تقطر بالنَّدي
من كل لونٍ بالمشاعر وافرة
عبدالحميد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق