الخميس، 2 يوليو 2020

ابراهيم عبد الكريم محمد ( عيناك لؤلؤتان )

عيناك لؤلؤتان

عيناك لؤلؤتان من صــــدف البحــر
لهما يغني البــدر أغنيــــة السمـــــر

لهما سيتلو الكـــــون آيــــة حسنه
والليل يسهـــر مدمنا كأس السَّكــر

هيفــــاء أنت نُسيْمــــة في حسنها
كشفــــاه ورد إذ يقبلهــا المطــــــر

أنا في غيابك شمعــة تبكي دمـــــا
ينساب منها الدمع يجري كالنهــــر

حين انجـــذبت إليك عـدت كأنني
شبحٌ خيالـــيٌّ أعيش مع البشـــــر

ألقـــاك في عدســـات عيني كلمـــا
حدًّقت وارتدَّ الضياء على البصـــر

ألقاك في كاسات خمـــــــري رشفة
تأتي مع السكـر الأخيـر إذا حضـــر

ألقى نديمي عندما أصحو وقـــــد
سكنت ضلوعي رجفـــة لا تستـــر

فيقول لي رفقــــا بحالــك يا فتـى
مهلا سيقتلك التأمــــــل والسهــــر

فأجبته ما المــــــوت إلا نشـــــــوة
من بعدها درب الوصال سيُختصـر

لي معبـــد في القلب يُفتح كلمـــــا
غنى حمام الشوق يشدو في خور

فتمــــرُّ بي خجلى نواميس الهـوى
لتدقَّ ناقوس المودة في خفــــــــر

قديســـــة تأتـــي وتبنــــي داخلـي
عرشــا تكلله عناقيــــد الزهـــــــــر

تشوي الفــؤاد بنارهـــــا حتى ترى
نبضي ينوح كطــــائر فقــــــد الأثر

فقد الأحبة يوم تاهوا وحـدهـــــم
يبنون في وادي النوى وكر الخطـر

كالوِتْرِ واحـدة بهـا خُتِـــم الهــــوى
حــــــبا أصلِّيها منيبا في حـــــــذر

بعثرت روحي في الغياب لكي أرى
مــــاذا تخبــؤه لنـــــا كفُّ القــــدر

ولَهاً جمعت مشاعري فـــي جـــرة
سحريــــة كيــــــلا يعذبها السفـــر

سافرت مجروحـــــــا معي جلبارة
تقف الثواني إذ تغـرد في السحــر

وأخذت أمشي والنجـوم بقبضتي
ألِجُ الفضـــــاء وأقتفي أثر القمــــر

حتى اصطدمت على الحجاب وعدت في
ليـــل الحيـــــارى أحتسي كـــأس السهــر

أنا والفراشــــة عاشقــــان إذا أتى
فصل الربيع نقيم في خـــد الزهـر

نتلو كتاب العشـق فـي أحلامــنا
نلقــى أحبتنــــا فتكتمل الصُّــــور

نطوي الدقـائق والثواني بهجــــة
نرمى بها في جـوف مزبلة الدهـر

شهـــداء تعرفنـا الجنـــان وأهلها
علنا سنمـــرح فـي فراديس الثمر

إبراهيم عبدالكريم محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق