[...أما عند المتخلفين فتجد فلانا صار في مرتبة عالية فجأة وحوله الحرس والخدم، وأصبح يأمر وينهى. وتسأل: كيف صار ذلك؟ فيأتيك الجواب بأن هذا غني (وعقبى لك إن شاء الله). لقد فتح الله عليه!. وتقول: هذا فضل من الله يؤتيه من يشاء، ولكن هذا الإنسان كان من صفاته كذا وكذا ... مما لا يريح السمع ولا الذوق، فتجد الجواب: ألم تسمع المثل الذي يقول: شيئان لا يسير فيهما الناس؟ وتقول ما هما؟ فيقال لك: عيوب الغني وجنازة الفقير. لقد مسح الغنى كل عيوب هذا الإنسان السيئ، فأصبح كل عيب فيه حسنة من حسنات الدهر !
قل لي بالله عليك: كيف سيرتقي قوم يسقطون هكذا إلى أعلى؟!
كيف ومتى ستتاح الفرصة أمام الحق لكي يستوي على عرشه في قلوب الناس وعقولهم؟ كيف ومتى ستصبح هذه الأمم المتخلفة شبيهة بتلك التي تعامل الإنسان احتراماً لإنسانيته أولاً وقبل أي اعتبار آخر، وتفتح أمامه الطريق بنزاهة ليتنافس بشرف مع غيره بقوة فكره وبسمو قيمه وممارسته، وليرتفع إلى أعلى بجهده الشريف وعقله النير وإبداعه الذي يثري الحياة في كل مجال!
كيف ومتى سيصبح السقوط إلى أسفل فقط وليس إلى أعلى؟ إلى متى سيظل ساقطو القيم والهمم يرتفعون منكوسي الرؤوس ـ أقصد يسقطون إلى أعلى؟ وإلى متى ستظل أول شروط ومواصفات الكراسي المرتفعة أن يسقط أصحابها وتنكسر رقابهم لكي يحملوا جثثا مشلولة ويوضعوا على هذه الكراسي؟!
عندما تجد المجتمعات المتخلفة أجوبة لهذه الأسئلة تكون قد بدأت على طريق الإنسانية الصحيحة التي تعرف أنها تقف أمام خالقها على صعيد واحد دون أن يقرِّب إليه بعض أفرادها أو يبعد عنه آخرين، لأنه لا قرابة ولا نسب بين الله وبين أحد كائنا من كان. وإنما عمل الإنسان هو الذي يحدد مكانته في الدنيا وفي الآخرة].
[مقتطف من كتابي (مواقف للتفكير) ط2ـ دار أمواج، عمان 2014م. ص1355. وهو الكتاب الثاني من سلسلة بين الواقع والمتخيل]
قل لي بالله عليك: كيف سيرتقي قوم يسقطون هكذا إلى أعلى؟!
كيف ومتى ستتاح الفرصة أمام الحق لكي يستوي على عرشه في قلوب الناس وعقولهم؟ كيف ومتى ستصبح هذه الأمم المتخلفة شبيهة بتلك التي تعامل الإنسان احتراماً لإنسانيته أولاً وقبل أي اعتبار آخر، وتفتح أمامه الطريق بنزاهة ليتنافس بشرف مع غيره بقوة فكره وبسمو قيمه وممارسته، وليرتفع إلى أعلى بجهده الشريف وعقله النير وإبداعه الذي يثري الحياة في كل مجال!
كيف ومتى سيصبح السقوط إلى أسفل فقط وليس إلى أعلى؟ إلى متى سيظل ساقطو القيم والهمم يرتفعون منكوسي الرؤوس ـ أقصد يسقطون إلى أعلى؟ وإلى متى ستظل أول شروط ومواصفات الكراسي المرتفعة أن يسقط أصحابها وتنكسر رقابهم لكي يحملوا جثثا مشلولة ويوضعوا على هذه الكراسي؟!
عندما تجد المجتمعات المتخلفة أجوبة لهذه الأسئلة تكون قد بدأت على طريق الإنسانية الصحيحة التي تعرف أنها تقف أمام خالقها على صعيد واحد دون أن يقرِّب إليه بعض أفرادها أو يبعد عنه آخرين، لأنه لا قرابة ولا نسب بين الله وبين أحد كائنا من كان. وإنما عمل الإنسان هو الذي يحدد مكانته في الدنيا وفي الآخرة].
[مقتطف من كتابي (مواقف للتفكير) ط2ـ دار أمواج، عمان 2014م. ص1355. وهو الكتاب الثاني من سلسلة بين الواقع والمتخيل]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق